Micraj Ila Kashf Asrar
المعراج إلى كشف أسرار المنهاج
Genres
قوله: (في حكاية حجة ابن مثوبة أن تكون قد أثرت صفة أحدنا في فعل الله إنما جعلها صفة للواحد منا؛ لأن النظر وإن كان من فعله تعالى على التقدير المذكور، فالصفة الموجبة عنه لا يجوز أن تكون له تعالى؛ لأن النظر علة والعلة لا يوجب إلا مع الإختصاص وهو مختص بنا دونه، فكان إيجابه الصفة لنا كما لو خلق فينا إرادة فإنها توجب كوننا مرتدين لا كونه مرتدا، ثم أنه لا يجوز أن يكون تعالى مفكرا؛ إذ كونه مفكرا يستلزم كونه مجوزا وهو محال في حقه تعالى، وتلخيص حجة ابن مثوبة أن يقال: إذا أحدث الله في أحدنا نظرا فلا بد أن يكون العلم الحاصل عنه من فعله تعالى؛ لأن فاعل السبب فاعل المسبب، وإذا كان ذلك من فعله تعالى لم يجز أن يؤثر فيه ضغينا وهو كوننا ناظرين؛ لأنه لا يؤثر في صفة لذات من دون واسطة، معنى إلا فاعلها ألا ترى أن تعالى لو أوجد صيغة الأخبار عن كون زيد في الدار لم يؤثر كوننا مرتدين في كونها خبرا عن زيد بن عبد الله دون زيد بن خالد.
قوله: (فإذا للأولى في الإستدلال) أي لمذهب ابن مثوبة والجمهور.
Page 86