حقيقة الاصطفاء" (^١). ويقول شيخ الإسلام: "إنه لا ريب أنهم أفضل المصطفين من هذه الأمة" (^٢)، وهذا أمر لا غرابة فيه بأن يصطفي الله ﷿ أفضل الأصحاب لأفضل الأنبياء وخاتمهم، يقول ابن جرير الطبري في الذين اصطفاهم: "هم الذين اجتباهم لنبيه محمد ﷺ فجعلهم أصحابه ووزراءه" (^٣).
٥ - الآية الخامسة: قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾ (^٤).
تعددت الروايات في سبب نزول هذه الآية وفيمن نزلت، إلا أنها اتفقت على أن المقصود بها هو أحد الصحابة أو جميعهم، فلم تخرج من دائرة الصحابة وفضلهم، ففي البخاري عن أنس بن مالك ﵁ قال: "نرى هذه الآية نزلت في أنس بن النضر" (^٥)، وفي رواية: "وفي أشباهه" (^٦). وعند مسلم: "وفي أصحابه" (^٧). وفي حديث عائشة ﵂ قالت في قوله تعالى: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾ الآية: منهم طلحة بن عبيد الله، ثبت مع رسول الله ﷺ حتى أصيبت يده، فقال النبي ﷺ: