42

Methodology of Imam Al-Tahir ibn Ashur in Interpretation

منهج الإمام الطاهر بن عاشور في التفسير

Maison d'édition

الدار المصرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٢٢ هـ - ٢٠٠١ م

Lieu d'édition

القاهرة

Genres

وأنزل عليه فيما سألوه من أمر الروح، وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (١). من سورة الإسراء. قال السهيلى: وفى رواية عن ابن إسحاق من غير طريق البكائى (أى زياد بن عبد الله البكائى الذى يروى عنه ابن هشام) أنه قال فى هذا الخبر: فناداهم رسول الله ﷺ هو (أى الروح) جبريل. وهذا خلاف ما روى غيره أن يهود قالت لقريش: سلوه عن الروح فإن أخبركم به فليس بنبي وإن لم يخبركم به فهو نبئ. أ. هـ وأقول: قد يجمع بين الروايتين بأن النبيء- ﷺ بعد أن أجابهم عن أمر الروح بقوله تعالى: قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي بحسب ما عنوه بالروح عدل بهم إلى الجواب عن أمر كان أولى لهم العلم به وهو الروح الذى تكرر ذكره فى القرآن مثل قوله نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (٢)، وقوله: وَالرُّوحُ فِيها (٣) (وهو من ألقاب جبريل) على طريقة الأسلوب الحكيم مع ما فيه من الإغاظة لليهود، لأنهم أعداء جبريل كما أشار إليه قوله تعالى: قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ (٤). الآية. ووضحه حديث عبد الله بن سلام فى قوله للنبى- ﷺ حين ذكر جبريل- ﵇ «ذاك عدو اليهود (من الملائكة) فلم

(١) سورة الإسراء: الآية ٨٥. (٢) سورة الشعراء: الآية ١٩٣. (٣) سورة القدر: الآية ٤. (٤) سور البقرة: الآية ٩٧.

1 / 48