Mémoires d'un témoin du siècle

Malek Bennabi d. 1393 AH
95

Mémoires d'un témoin du siècle

مذكرات شاهد للقرن

Chercheur

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

Maison d'édition

دار الفكر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

Lieu d'édition

دمشق - سورية

Genres

لاحت لي قمة (قرص السكر Le Pain de Sucre) في منعطف منحدر (حلوفة). وقد بدت لي المنطقة جرداء أكثر من قبل. كنت أحب الأمسية الأولى التي أقضيها في تبسة بعد عودتي من قسنطينة، ولذّ لي كثيرًا أول طعام أتناوله بعد غياب طويل مع عائلتي. وكنت ذلك المساء مسرورًا خاصة، فقد تبددت مخاوفي من البنطال ولبسه، بسرورِ أمي به. فحين رأتني قادمًا إليها قالت بعد أن قبلت يدها: «حسنًا فعل بخلعه ذلك السروال الثقيل الذي كان يتأرجح بين رجليه، وهو الآن أرشق». وشقيقتاي اللتان أصبحتا الآن متزوجتين وجّهتا نظرات تنم عن الرضى، أما جدتي فقد تلقت مني قبلة على جبينها، ثم خفضت رأسها ترقب حبات سُبحة كانت في يدها. أما والدي فقد كنت أعرف أنه يتبنى كما هي العادة آراء أمي. لقد تحسنت صحتها دون أن يكتب لها الشفاء التام. وكان الحديث تلك الليلة طليًّا والمائدة شيقة. وعند خروجي ذلك المساء بعد تناولنا العشاء الأول تمتعت بلقاء أصدقائي القدماء؛ ابن خالي (صالح) والخياط (شريف سنوسي) و(محمود أزميرلي) الذي كان يدير مقهى في (حمام عباس) اعتدنا أن نشرب فيه القهوة ونكسر له الفناجين لنثير حنقه. كان ذلك جمعي في تِبِسّة، وقد وجدتهم عندما خرجت؛ وكانت الآراء حول البنطال مختلفة، غير أن صديقي صاحب المقهى أبدى وحده شيئًا من التحفظ، لقد علق قائلًا: «هل يسمحون لك في المدرسة حيث تتلقى العلم بارتداء زي

1 / 98