Mémoires d'un témoin du siècle

Malek Bennabi d. 1393 AH
94

Mémoires d'un témoin du siècle

مذكرات شاهد للقرن

Chercheur

(إشراف ندوة مالك بن نبي)

Maison d'édition

دار الفكر

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤٠٤هـ - ١٩٨٤م

Lieu d'édition

دمشق - سورية

Genres

أما (بوبريتي Bobreiter،) فكان ينظر إلى هذه التحولات نظرة يصعب تحديدها، فقد كنت أعرفه ساخرًا دومًا. والشيخ (عبد المجيد) يرسل التهديد والوعيد، ويفجر غضبه خاصة ضد أولئك الذين لم يحفظوا ما ورد في كتاب (قطر الندى وبل الصدى)؛ وهو كتاب (قواعد اللغة العربية) المقرر لطلاب السنة الثانية. أما الشيخ (بن العابد) فكان يُعِدّ لنا تسامحه، وكان كل منا يأخذ ذلك باعتباره. ولم يكن الشيخ (مولود) يقول شيئًا أو يتفوه بكلمة تظهر من خلالها رابطة شخصية أو عاطفية تربطه بالطالب، كان ينظر إلينا نظرة متعالية، والمدير (دورنون Dournon) يبدو أقسى، والشاوش البواب يتهكم «هي ... هي ... هي». تلك كانت إجابته مع ضحكته الساخرة يلقيها على أي سؤال يوجهه إليه طالب. وكانت هذه الإجابة تثير الرعب، إذ كان يظن بأن الشاوش على علم بنيات المدير وأنه يعاون في تدبير مؤامرات نهاية العام ضد الطلبة المساكين. وهكذا يصبح تعبيره الساخر «هي ... هي ... هي» أحجية تجعل العرق البارد يتصبب على ظهر الطالب، الذي يتلقاه ليستنتج منه جازمًا أنه سيفقد منحته الدراسية. وفي هذا الامتحان نجحت أيضًا كما نجح (حليمية). وكان ذلك بمثابة المعجزة. أعتقد أنني إثر هذا الامتحان قررت أن أستبدل بالسروال البنطال الأوربي، لم أكن أجرؤ على ذلك في المدرسة. فالشيخ عبد المجيد والشيخ مولود يرفضان هذه الملابس الكافرة. وكان ارتداء البنطال الطويل في المدرسة يعني فقدان المنحة عن طريق سؤال في قواعد اللغة العربية يختار بعناية. ولم يكن أحد يتجرأ لتعريض نفسه لهذه المخاطرة. وبما أني مسافر لتِبِسَّة فقد تركت حل المشكلة لما بعد. ***

1 / 97