225

Source de Grâce sur ceux qui ont gouverné le sultanat et le califat

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Chercheur

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Maison d'édition

دار الكتب المصرية

Lieu d'édition

القاهرة

وَفِي أَيَّام النَّاصِر لدين الله [هَذَا] ظَهرت الفتوة بَغْدَاد، وَرمي البندق، وَلعب الْحمام، وتفنن النَّاس فِي ذَلِك، وَدخل فِيهِ الأجلاء ثمَّ الْمُلُوك؛ فألبسوا الْملك الْعَادِل صَاحب [مصر] ثمَّ أَوْلَاده سَرَاوِيل الفتوة، ولبسه أَيْضا الْملك شهَاب الدّين صَاحب غزنة والهند من الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين [الله] هَذَا.
ولبسه جمَاعَة أخر من الْمُلُوك. وَأما لعب الْحمام، فَخرج فِيهِ [عَن] الْحَد.
يحْكى عَنهُ أَنه: لما دخلت التتار الْبِلَاد، وملكوا من وَرَاء النَّهر إِلَى الْعرَاق، وَقتلُوا تِلْكَ المقتلة الْعَظِيمَة من الْمُسلمين، الَّذِي مَا نكب الْمُسلمُونَ بأعظم مِنْهَا، دخل عَلَيْهِ الْوَزير فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ﴿إِن التتر قد ملكت الْبِلَاد وَقتلت الْمُسلمين. فَقَالَ لَهُ النَّاصِر [لدين الله]: دَعْنِي، أَنا فِي شَيْء أهم من ذَلِك؛ طيرتي البلقاء لي ثَلَاثَة أَيَّام مَا رَأَيْتهَا﴾ !
قلت: وَفِي هَذِه الْحِكَايَة كِفَايَة - إِن صحت عَنهُ -.
وَكَانَت وَفَاته فِي [سلخ] شهر رَمَضَان سنة إثنتين وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَكَانَت خِلَافَته سبعا وَأَرْبَعين سنة.
وتخلف بعده ابْنه [الظَّاهِر] .

1 / 227