161

Source de Grâce sur ceux qui ont gouverné le sultanat et le califat

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Chercheur

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Maison d'édition

دار الكتب المصرية

Lieu d'édition

القاهرة

ثمَّ جهز المعتز أَخَاهُ الْمَذْكُور فِي عَسْكَر لقِتَال المستعين، واستعد المستعين.
وَحَاصِل الْأَمر: أَن المستعين قهر، وخلع من الْخلَافَة فِي أول سنة إثنتين وَخمسين، ثمَّ حبس بواسط، ثمَّ نقل إِلَى قادسية سامرا، فَقتل بهَا فِي ثَالِث شَوَّال من سنة إثنتين وَخمسين [الْمَذْكُورَة] . وَقيل: ليومين بقيا من شهر رَمَضَان بعد أَن حبس أشهرا.
وَقتل وَله إِحْدَى وَثَلَاثُونَ سنة. وَكَانَ الَّذِي قَتله سعيد بن صَالح الْحَاجِب، بَعثه إِلَيْهِ المعتز؛ فَلَمَّا رَآهُ المستعين تَيَقّن التّلف وَبكى وَقَالَ: ذهبت وَالله نَفسِي. فَلَمَّا قرب مِنْهُ سعيد الْمَذْكُور أَخذ يتبعهُ بِسَوْطِهِ، ثمَّ اتكاه فَقعدَ على صَدره، وَقطع رَأسه.
قلت: وَهَذَا أول خَليفَة قتل صبرا، مُوَاجهَة من بني الْعَبَّاس.
وَكَانَ المستعين مَرْبُوع الْقَامَة، أَحْمَر الْوَجْه، خَفِيف العارضين، بِمقدم رَأسه طول.
وَكَانَ حسن الْوَجْه والجسم، بِوَجْهِهِ أثر جدري. وَكَانَ كَرِيمًا، مُسْرِفًا، مبذرا للخزائن، يفرق الْجَوَاهِر وَالثيَاب والنفائس للكائن من كَانَ.

1 / 163