Source de Grâce sur ceux qui ont gouverné le sultanat et le califat

Ibn Taghri birdi, l'Atabaki d. 874 AH
150

Source de Grâce sur ceux qui ont gouverné le sultanat et le califat

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Chercheur

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Maison d'édition

دار الكتب المصرية

Lieu d'édition

القاهرة

أَو أَقُول؟ قَالَ: هَذَا أول جوركم، أخرجتم النَّاس من بِلَادهمْ ودعوتموهم إِلَى شَيْء مَا قَالَه أحد ﴿. لَا، بل أَقُول: قَالَ: قل - والواثق جَالس - فَقَالَ: أَخْبرنِي عَن هَذَا الرَّأْي الَّذِي دعوتم النَّاس إِلَيْهِ، أعلمهُ رَسُول الله -[ﷺ]- فَلم يدع النَّاس إِلَيْهِ، أم شَيْء لم يُعلمهُ؟﴾ قَالَ: علمه، قَالَ: فَكَانَ يَسعهُ [أَن] لَا يَدْعُو النَّاس إِلَيْهِ، وَأَنْتُم لَا يَسَعكُمْ. قَالَ: فَبُهِتُوا. قَالَ: فَضَحِك الواثق، وَقَامَ قَابِضا على كمه، وَدخل بَيْتا وَمد رجلَيْهِ وَهُوَ يَقُول: شَيْء وسع النَّبِي -[ﷺ]- أَن يسكت عَنهُ وَلَا يسعنا ﴿﴾؛ فَأمر أَن يعْطى [الرجل] ثلثمِائة دِينَار، وَأَن يرد إِلَى بَلَده. إنتهى. قلت: وَأمر المحنة يطول الشَّرْح فِي ذكره، أضربنا عَنهُ فِي هَذَا الْمُخْتَصر خوف الإطالة. وَكَانَ الواثق وافر الْأَدَب فصيحا. قيل: إِن جَارِيَة من جواريه غنته بِشعر العرجي: (أظلوم إِن مصابكم رجلا ... أهْدى السَّلَام تَحِيَّة ظلم) فَمن الْحَاضِرين من صوب نصب «رجلا» وَمِنْهُم من قَالَ: صَوَابه: «رجل» . فَقَالَت [الْجَارِيَة]: هَكَذَا لَقَّنَنِي الْمَازِني؛ فَطلب الْمَازِني.

1 / 152