115

Source de Grâce sur ceux qui ont gouverné le sultanat et le califat

مورد اللطافة في من ولي السلطنة والخلافة

Chercheur

نبيل محمد عبد العزيز أحمد

Maison d'édition

دار الكتب المصرية

Lieu d'édition

القاهرة

ثمَّ رفعوا السماط وسحبوهم بأرجلهم؛ فألقوهم فِي الطَّرِيق فأكلتهم الْكلاب؛ فَقَالَ للسفاح بعض أخصائه: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، هَذَا هُوَ جهد الْبلَاء. قَالَ: لَا جهد الْبلَاء غنى قوم افْتقر وعزيز قوم ذل، وَإِنَّمَا هَؤُلَاءِ مَاتُوا كراما. وَقَالَ الصولي: حَدثنَا الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا أَحْمد بن سعيد بن سَالم الْبَاهِلِيّ عَن أَبِيه قَالَ: حَدثنِي من حضر مجْلِس السفاح - وَهُوَ أحشد مَا يكون ببني هَاشم والشيعة ووجوه النَّاس - فَدخل عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ وَمَعَهُ مصحف؛ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أعطنا حَقنا الَّذِي جعله الله لنا فِي هَذَا الْمُصحف؛ فأشفق النَّاس من أَن يعجل السفاح [إِلَيْهِ] بشئ، فَلَا يُرِيدُونَ ذَلِك فِي شيخ بني هَاشم، أَو يَعْنِي بجوابه؛ فَيكون ذَلِك نقصا وعارا عَلَيْهِ؛ فَأقبل غير منزعج فَقَالَ: إِن جدك عليا كَانَ خيرا مني وَأَعْدل، ولي هَذَا الْأَمر فَأعْطى جديك الْحسن وَالْحُسَيْن - وَكَانَا خيرا مِنْك - شَيْئا، وَكَانَ الْوَاجِب أَن أُعْطِيك مثله؛ فَإِن كنت فعلت؛ فقد أنصفتك، وَإِن كنت زدتك، فَمَا هَذَا جزائي مِنْك. قَالَ: فَمَا رد عَلَيْهِ جَوَابا وَانْصَرف. وَعجب النَّاس من جَوَابه لَهُ. قَالَ الْهَيْثَم بن عدي وَهِشَام بن الْكَلْبِيّ، وَجَمَاعَة: عَاشَ السفاح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ [سنة]، وَمَات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة. وَزَاد غَيرهمَا؛ فَقَالَ: بالجدري فِي ذِي الْحجَّة. وَقَالَ خَليفَة: توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَهُوَ إِبْنِ ثَمَان وَعشْرين سنة.

1 / 117