وكان لبيد بن ربيعة العامري آلى في الجالهلية أن لا تهب صبا إلا نحر وأطعم الناس حتى تسكن وألزم نفسه ذلك في الإسلام فلما كانت أيام عثمان جعل ديوان لبيد في الكوفة، وخطب الوليد بن عقبة الناس في يوم صبا فقال: معاشر الناس إن أخاكم لبيد آلى في الجاهلية ألا تهب صبا إلا أطعم الناس حتى تسكن وقد ألزم نفسه ذلك في الإسلام وهذا اليوم من أيامه فأعينوه وأنا أول من يعينه، ونزل فبعث إليه مائة بكرة وكتب إليه يقول:
أرى الجزار يشحذ شفرتيه ... إذا هبت رياح أبي عقيل
أشم الأنف أصيد عامري ... طويل الباع كالسيف الصقيل
ووفى الجعفري بما عليه ... على الغلات والمال الثقيل
فلما أتاه الشعر قال لابنته يا بنية أجيبيه فقالت:
إذا هبت رياح أبي عقيل ... دعونا عند هبتها الوليدا
أشم الأنف أصيد عبشميًا ... أعان على مروته لبيدا
بأمثال الهضان كأن ركبا ... عليها من بني حام قعودا
أبا وهب جزاك الله خيرا ... نحرناها وأطعمنا الثريدا
فعد إن الكريم بله معاد ... وظني يا بن أروى أن تعودا
فقال أبوها أحسنت لولا أنك استطعمتيه.
ولبيد هذا صحابي قدم على النبي ﷺ مع قومه بني جعفر بن كلاب وهو صاحب إحدى القصائد المعلقات التي أولها: *عفت الديار محلها فمقامها* وإنما أمر ابنته أن تجيب الوليد لأنه لم يقل شعرًا منذ أسلم، وقال بعضهم لم يقل في الإسلام إلا قوله
الحمد لله إذ لم يأتني أجلي ... حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
وقيل: هذا البيت لغيره، وهو أصح.
وقيل هذا البيت الذي قاله في الإسلام بيت عجزه: *والمرء يصلحه القرين الصالح * وقال له عمر ﵁ يومًا يا أبا عقيل أنشدني شيئًا من شعرك فقال: ما كنت لأقول شعرًا بعد أن علمني الله البقرة وآل عمران فزاده في عطائه خمسمائة وكان ألفين.
وقالت عائشة ﵂ رويت من شعر لبيد إثني عشر ألف بيت، وقالت أيضًا رحم الله لبيدًا حيث قال:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
قلت: كيف لو أدرك زماننا.
وكان لابن الجوزي رحمه اللته تعالى زوجة اسمها نسيم الصبا فاتفق أنه طلقها فحصل له بعد ذلك ندم وهيام أشرف به على العدم فحضرت في بعض الأيام مجلس وعظه فحين رآها عرفها، فاتفق أنه جاء امرأتان وجلستا أمامه فحجبتاها عنه فأنشد في الحال: *أيا جبلى نعمان بالله خليا* وهذا من جملة لطائفه وظرائفه.
ومنها أنه أنشد في بعض مجالس وعظه:
أصبحت ألطف من مر النسيم سرى ... على الرياض يكاد الوهم يؤلمني
من كل معنى لطيف أجتني قدحا ... وكل ناطقة في الكون تطربني
فقام إليه إنسان وقال فإن كان الناطق حمارًا، فقال أقول له يا حمار اسكت.
وقال صلاح الدسين الصفدي: وقال عائشة (رويت من شعر لبيد اثني عشر ألف بيت، وقالت أيضًا رحم الله لبيداص حيث قال:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
قلت: كيف او أدرك زماننا.
وكان لابن الجوزي رحمه الله تعالى زوجة اسمها نسيم الصبا فاتفق أنه طلقها فحصل له بعد ذلك ندم وهيام وأشرف به على العدم فحضرت في بعض الأيام مجلس وعظه فحين رآها عرفها، فاتفق أنه جاء امرأتان وجلستا أمامه فحجبتاها عنه فأنشد في الحال: *أيا جبلي نعمان بالله خليا* وهذا من جملة لطائفه وظرائفه.
ومنها أنه أنشد في بعض مجالس وعظه:
أصبحكت ألطف من مر النسيم سرى ... على الرياض يكاد الوهم يؤلمني
من كل معنى لطيف أجتنى قدحًا ... وكل ناطقة في الكون تطربني
فقام إليه إنسان وقال فإن كان الناطق حمارًا، فقال أقول له ياحمار اسكت.
وقال صلاح الدين الصفدي:
صدّق خلي نسمات الصبا ... فيما روت عنكم وما شك
قال لا أخبر منها بما ... جاءت به قلنا ولا أذكى
وقال جمال الدين بن نباتة:
يداوي أسا العشاق من نحو أرضكم ... نسيم صبا اضحى عليه قبول
بروحي من ذاك النسيم إذا سرى ... طبيب يداوي الناس وهو عليل
وقال شهاب الحاجبي (توفي قريبًا من سنة سبعين وسبعمائة):
لاتعبثوا غير الصبا بتحية ... ما طاب في سمعي حديث سواها
1 / 22