"إلا ضلالا" إلا حيرة المحمدي "زدني فيك تحيرا١". ﴿كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا﴾ [البقرة: ٢٠] فالحائر له الدور، والحركة الدورية٢ حول القطب٣، فلا يبرج منه. وصاحب الطريق المستطيل مائل خارج عن المقصود، طالب ما هو فيه. صاحب خيال إليه غايته، فله "من، وإلى٤" وما بينهما، وصاحب الحركة الدورية، لا بدء له، فيلزمه "من" ولا غاية له٥
_________
١ يستشهد ابن عربي بهذا على أن حديث نبوي كما يأفك الصوفية. ولكن اسمع لابن تيمية يقول عنه: "لم يرو هذا الحديث أحد من أهل العلم بالحديث، ولا هو في شيء من كتب الحديث، ولا في شيء من كتب من يعلم الحديث، بل ولا من يعرف الله ورسوله" ص٤٥جـ٤ مجموعة الرسائل والمسائل.
٢ في الأصل: الدور، والتصويب من الفصوص.
٣ يريد به هنا: الله سبحانه: وهو متعين في الحقيقة المحمدية، سبحانه عما يأفك الزنادقة.
٤ يقول بالي أفندي في شرحه للفصوص "أي له ابتداء ومسافة، فابتداؤه من نفسه، وانتهاؤه إلى خياله، ومسافته ما بينهما. فلا يصل إلى مطلوبه بهذا الطريق، وهو طريق العابدين من أهل الظاهر" انظر ص٨٤ من الشرح المذكور.
واها للصوفية!! حتى بالي أفندي يؤمن بأن من يعبد الله بما شرعه الله، لا ينعم بالإيمان ولا بمحبة الله.
٥ يقول بالي ص٨٤ من شرحه للفصوص "ولا غاية له لمشاهدة مطلوبة في كل مظهر، ولا نهاية للمظاهر، فلا غاية لصاحب هذه الحركة" يعني: أن الصوفي الحق، والموحد الحق، هو من يدين بأن الحق عين الخلق، وهذا الموحد بدؤه عين غايته، وأوله نفس آخره، فهو أشبه بمن يديم الطواف حول دائرة. إنه ينتهي إلى حيث بدأ، ويبدأ من حيث انتهى. والصوفي يبدأ من عبادة الظاهر أو الحق، وينتهي إلى عبادة المظاهر أو الخلق، ولكن: ما تلك المظاهر؟ إنها عين الظاهر؟ ومن أولئك الخلق؟ إنهم عين الحق. فلا يقال عنه إنه بدأ أو انتهى، فالبداية عين النهاية!! هذا مراد الزنديق من قوله: ولا غاية له.
1 / 59