Les Lumières de l'Est des Esprits
مشارق أنوار العقول
Genres
والمخلوق إما جوهر أو عرض وأجيب بأن الخلق في الآية بمعنى التقدير أي قدر الموت والحياة ويرد بأن الحياة مخلوقة وهي عرض فيلزم استعمال الخلق في معنييه التقديري والإيجادي وأيضا فحمل الآية على التقدير خلاف الظاهر لأنه يستلزم حذف مضاف تقديره قدر أجل الموت والحياة والحذف خلاف الأصل ولا دليل عليه، وكلام المصنف محتمل لأن يكون الموت انقطاع الحياة وأن يكون عرضا تضمحل به الحياة أو كيفية مخلوقة في الحي لأنه لم يزد على أن الموت مفارقة الروح للجسد، ولم يذكر فيه توقفا عن تعيين السبب (قوله والبعث ردها إليه) أي رد الروح إلى الجسد وفيه تصريح بأن الإعادة هي للأرواح وأجسادها التي كانت في الدنيا خلافا لمن زعم من الكفار أنها تعاد في أجسام هي مثل الأجسام الأول لا عينها ولمن قال إن الأرواح هي المعادة دون الأجسام وقد تقدم التصريح بأن المذهب أن الأجسام هو إعدامها بالكلية لا تفريق أجزائها فقط، واستعبد قوم إعادة حقيقتها على ما كانت في دار الدنيا بعد عدمها بالكلية قلنا: ولا بعد ذلك لأن النشأة الآخرة ليست بأشد من النشأة الأولى فكل منهما ممكن لذاته قالوا: ليس الوجود الثاني كالأول لأنه وجود خاص بكونه مسبوقا بوجود آخر، والوجود الأول عام ولا يلزم من إمكان العام بإمكان الخاص كما لا يلزم من انتفاء الخاص انتفاء العام.
قلنا لا نسلم أن الوجودين متغيران بحسب ذاتهما بل بالإضافة إلى الأزمان وتغاير الإضافات لا يوجب تغاير الذات. قالوا: يجب في إعادة الجسم بعينه إعادته بجميع أعراضه ومن أعراضه الزمان فيجب إعادته معه وإذا أعيد معه لزم أن يكون المعاد هو المبدأ.
Page 81