Les Lumières de l'Est des Esprits

Nooruddin Al-Salmi d. 1332 AH
192

Les Lumières de l'Est des Esprits

مشارق أنوار العقول

Genres

( قوله وهكذا براءة الذي فسقا) أي ومثل الولاية في ثبوت الفرضية البراءة من الفاسقين مطلقا أي كانوا مشركين أو أهل كفر نعمة فالبراءة منهم واجبة بنص الكتاب العزيز وإجماع المحمدية، والبراءة: هي لغة البعد عن الشيء والتخلص، يقال فلان بريء من كذا إذا بعد عنه أو تخلص منه قال القطب رحمه الله: وعلى ذلك تنبني البراءة الشرعية، ثم عرف الشرعية بما نصه وشرعا البغض والشتم واللعن للكافر لكفره قوله للكافر لكفره أي لأجل كفره أي يكون البغض والشتم واللعن للكافر إثم هو بسبب كفره لا بسبب شيء آخر غير الكفر فإن ذلك لا يسمى براءة في الشرع ويدل على وجوبها آيات.

(منها) قوله تعالى ((لقد كان لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده))([6]) مع قوله تعالى ((لقد كان فيهم أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد))([7]) فإنه تعالى أوجب التأسي بإبراهيم عليه السلام والذين معه بقوله ((لمن كان يرجو الله واليوم الآخر)) وبقوله ((ومن يتول فإن الله هو الغني الحميد))([8]).

(ووجه) الاستدلال الأول جعل التأسي لمن كان يرجو الله واليوم الآخر فمن لم يرج الله واليوم الآخر فلا يتأسى بإبراهيم والذين معه في هذه الصفات المذكورة وهو وعيد على ترك التأسي.

(ووجه) الاستدلال الثاني إنما هو حيث بين أنه تعالى غني حميد عمن تولى عن التأسي بهم وهذا الكلام لا يرد إلا في ترك الواجبات كما في قوله تعالى ((ومن كفر فإن الله غني عن العالمين))([9]) (ومنها) الآيات التي فيها ترتب اللعن على الكفر والظلم كما في قوله تعالى ((أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))([10]) ((ألا لعنة الله على الظالمين))([11]) ونحوهما من الآيات.

Page 202