Les Lumières de l'Est des Esprits
مشارق أنوار العقول
Genres
( قوله وهكذا من قال كل يدخل فيها) الخ أي وهكذا حكم من زعم أن السعداء والأشقياء يدخلون النار معا، ثم ينجي الذين آمنوا ويذر الكافرين مستدلين بقوله تعالى ((وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا))([47]) ولا دليل لهم فيها لأن قوله وإن منكم خطاب لمنكري البعث لقوله تعالى ((ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا أو لا يذكر الإنسان إنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا))([48]). ثم قال على سبيل الالتفات ((وإن منكم إلا واردها))([49]) أي يا معشر منكري البعث ثم قال ((ثم ننجي الذين اتقوا))([50]) والنجاة من الشيء لا تكون إلا قبل الوقوع فيه ((فلما جاء أمرنا نجينا هودا))([51]) فلم يكن هود ومن معه داخلين معهم في العذاب.
(واعلم): أن أصحابنا جعلوا الخطاب في آية الورود عاما للمؤمنين والكافرين وفسروا الورود في حق الكافرين بالدخول وفي حق المؤمنين بالإشراف، فيلزم عليه إطلاق الكلمة على معنييها الحقيقيين إن قلنا الورود مشترك بين الدخول والإشراف أو الحقيقي والمجازي إن قلنا بأنه حقيقة في أحدهما فتلخص أن مذهبهم جواز ذلك (وإنما حكم) عليهم بكفر النعمة لأن تأويلهم هذا مخالف لآيات الكتاب.
(ومنها) قوله تعالى ((إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون لا يسمعون حسيسها))([52]) (ويعترض) عليه من وجوه.
(أحدها): إن الآية عامة مراد بها الخصوص فهي في ناس مخصوصين ويجاب بأن الأصل عدم المخصص ولا يثبت التخصيص إلا بدليل وليس في آية الورود دليل يخصص به.
Page 141