Les Lumières de l'Est des Esprits
مشارق أنوار العقول
Genres
(قلنا): وعلى هذا المعنى فلا تعلق بكم بها أيضا فإنه متى كانت عسى للرجاء علمنا أنهم لم يوعدوا بل رجوا فنقول إن ذلك الرجاء معلق بما إذا تابوا (قوله مابين ذي شرك ومن قد فسقا) أي كافر بنعمة من فرق بين ي شرك أي صاحب شرك ومن فسق، فما زائدة وبين ظرف مبهم لا يتبين معناه إلا بإضافته إلى اثنين فصاعدا أو ما يقوم مقام ذلك كقوله تعالى ((عوان بين ذلك))([34]) والمشهور في العطف بعدها أن يكون بالواو لأنها للجمع المطلق، نحو المال بين زيد وعمرو، وأجاز بعضهم بالفاء مستدلا بقول امرئ القيس([35]): (بين الدخول فحومل) وأجيب بأن الدخول اسم لمواضع شتى فهو لمنزلة قولك المال بين القوم وبها يتم المعنى ا. ه مصباح (قوله أعني لدى الخلود) أي أقصد بذلك الحكم من فرق بين المشرك والفاسق في الخلود لا في منازل العذاب فإنهم متفاوتون في ذلك وفي الخلود مشتركون وللمفرقين بينهم في الخلود أعاجيب.
(منها) أن قالوا إن العصاة إذا دخلوا النار يموتون بعد الدخول بساعة علم الله مقدارها ثم اختلفوا في كيفية ذلك الموت فقال بعضهم: إنهم يفقدون ألم العذاب ولا يحسون بشيء أصلا حتى يخرجوا منها واختار آخرون إنهم يموتون موتا حقيقيا بزهق أرواحهم (قل هل عندكم من سلطان بهذا أم تقولون على الله ما لا تعلمون..؟ ولهم حديث يطول ذكره ويشهد الكتاب برده فلا حاجة لذكره هنا على أنه آحادي الإسناد فعلى تقدير صحته لا يثبت به الاعتقاد فكيف لهؤلاء أن يعولوا عليه دينا يجعلوه علما يقينا ((قل الله أذن لكم أم على الله تفترون..؟ ))([36]).
Page 137