وهكذا تتضافر الظروف كلها على خلق جو من الرهبة، والأمل في نفس أبي مسلم، فيعتزم المضي إلى أبي جعفر، وكأنما كان يصف ابن الرومي حاله حين قال:
تنازعني رغب ورهب كلاهما
قوي وأعياني اطلاع المغايب
فقدمت رجلا رغبة في رغيبة
وأخرت رجلا رهبة للمعاطب
أخاف على نفسي وأرجو مفازها
وأستار غيب الله دون العواقب
ألا من يريني غايتي قبل مذهبي
ومن أين والغايات بعد المذاهب
وكأنما كان يتنبأ بمصيره حين سأله نيزك ليثنيه عن الذهاب: «قد أجمعت على الرجوع؟»
Page inconnue