Masabeeh al-Durar fi Tanasub Ayat al-Qur'an al-Karim wa al-Suwar

Adel bin Muhammad Abu Al-Ala d. Unknown
89

Masabeeh al-Durar fi Tanasub Ayat al-Qur'an al-Karim wa al-Suwar

مصابيح الدرر في تناسب آيات القرآن الكريم والسور

Maison d'édition

الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة

Numéro d'édition

العدد١٢٩-السنة ٣٧

Année de publication

١٤٢٥هـ

Genres

وصورًا من هَذَا الخفاء، وَمَا نظنُّ احتفال الْمُفَسّرين قَلِيلا بِهَذَا النَّوْع لدقته وَحسب، بل لقلَّة جدواه، وَكَثْرَة التَّكَلُّف فِيهِ.. فَإِنَّهُم يقطعون أنفاسهم من شدَّة اللهاث وهم يَلْتَمِسُونَ بَين سورتين لفظين يتشابهان، أَو آيَتَيْنِ تتناظران، حَيْثُمَا كَانَ موضعهما من السُّورَة.. فِي الْبِدَايَة أَو الْوسط أَو الختام ﴿» (١) . وَبعد أَن يذكر الشَّيْخ صبحي الصَّالح نماذج لما يرَاهُ تعسُّفًا فِي الرَّبْط بَين السُّور يَقُول: «.. وأيًا مَا يكن تكلُّف المتكلفين فِي إبراز التناسب بَين الْآيَات والسور، فمما لَا ريب فِيهِ أَن الْمُفَسّرين الْمُحَقِّقين جنَوا أطيب الثَّمر لمَّا ضربوا صفحًا عَن كل تعسف، ووسعهم أَن يقتنعوا - ويقنعوا الدارسين - بِأَن هَذَا الْقُرْآن الَّذِي نزل فِي نيِّفٍ وَعشْرين سنة - فِي أَحْكَام مُخْتَلفَة، ولأسباب متباينة - قد تناسقت الْآيَات فِي كل سورةٍ من سوره أكمل تناسق وأوفاه، حَتَّى أغْنى تناسقها فِي مَوَاطِن كَثِيرَة عَن التمَاس أَسبَاب نُزُولهَا، وعوَّض انسجامها الفنيُّ وَاقعهَا التاريخيَّ.. ثمَّ بَدَت السُّور كلهَا - بآياتها المتناسقة - مئة وَأَرْبع عشرَة قلادة طوَّقت جيد الزَّمَان﴾» (٢) . انْتهى كَلَام الشَّيْخ صبحي الصَّالح ﵀ فِيمَا يتَعَلَّق بِهَذَا الْمَوْضُوع، وَقد آثرتُ نَقله كَامِلا على طوله لما احتواه من نقاط جَيِّدَة لَا أختلف مَعَه عَلَيْهَا، وَلَعَلَّ أهمها هِيَ التخوف من الْآثَار السَّيئَة للتكلُّف فِي الْبَحْث عَن أَسبَاب التناسب بَين السُّور، وللتعسُّف فِي تجلية وجوهها.. من غير احتكام إِلَى الْقَوَاعِد الضابطة لهَذَا الشَّأْن، وَالَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا هُوَ نَفسه فِي سِيَاق حَدِيثه. وَلَكِن الْأَمر الَّذِي أختلف مَعَه فِيهِ، هُوَ دعوتُه إِلَى إغلاق مجَال الْبَحْث فِي

(١) مبَاحث فِي عُلُوم الْقُرْآن، ص ١٥٥، ١٥٦ (٢) السَّابِق، ص ١٥٧

1 / 101