فقالت الأخت ضاحكة: رغم ثقافتك فأنت دقة قديمة.
وقالت ثريا: لم يسألني أحد عن رأيي بعد؟
فقلت: ولكنك تشتركين معنا بصمتك. - كلا! - إذن فما رأيك يا عزيزتي؟ - سأعمل فيما أهلت نفسي له حتى النهاية.
ثم كان آخر لقاء قبل الميعاد الذي حددنا لإشراك الأسرتين، وجدتها على غير عادتها قلقة، مشتتة الفكر، فقلت: يوجد شيء يشغلك.
فقالت ببساطة: نعم! - ما هو؟ - لا يجوز تأجيله أكثر من ذلك.
وبسرعة استطردت: وأعترف أني أخطأت في تأجيله حتى هذه اللحظة. - شيء خطير؟ - يجب أن نتكاشف! - ألم نتكاشف بما فيه الكفاية؟ - كلا .. الحب يطالبنا بالصدق.
فقلت بقلق: طبعا.
فقالت وهي تغمض عينيها: يجب أن أصارحك.
اعترفت بأن شخصا ما «خدعها» وهي في سن البراءة! وفي أثناء الاعتراف القصير اغرورقت عيناها، لم أفهم شيئا بادئ الأمر، ثم أدركت كل شيء ببلاهة كأنه دعابة، ثم اجتاحني شعور قدري بأن كل شيء محتمل، وأنني لا شيء، ثم هبطت في هاوية من الخمود والفتور والاستسلام المشلول، كأنها حفرة في قلب الشتاء ردمت بطبقات من الرماد. وجعلت ترنو إلي من خلال رموشها المبتلة ثم همست بيأس: ألم أقل لك؟
فتساءلت ببلاهة: هه؟ - أنت لا تحبني. - أنا! .. لا تقولي ذلك. - لن تغفر لي.
Page inconnue