فأشرت إلى خميلة وقلت: لنجلس هناك.
فقالت بحزم تغيرت به صورتها: يخيل إلي أنك أسأت بي الظن.
فقلت وموجة باردة تجتاحني: كلا. - أو أنني أحسنت بك الظن خطأ.
فقلت بحرارة مصدرها الندم: لا هذا ولا ذاك من فضلك!
أجهضت العاصفة؛ فجلسنا جلسة بريئة، وواصلنا حديثنا الجاد السعيد، ثم افترقنا على ميعاد جديد، وانجذبت إليها بقوة فحتى الزواج منها فكرت فيه جادا وراغبا. وفي اللقاء الثاني أهدتني قلم أبنوس فأثرت في الهدية تأثيرا نافذا وساحرا، وقالت لي: ترددت طويلا، فكرت في الانقطاع عنك.
فسألتها بجزع: لم؟ - أخاف من خيبة الأمل.
فضغطت على يدها بحنو وقلت: أنت تدركين تماما أنني أحبك.
وفي المقابلات التالية تبلور الاتفاق بيننا، وفكرنا في الخطوات العملية التي تسبق عادة إعلان الخطوبة، وجاءت معها مرة شقيقتها الكبرى المتزوجة، وتركز الحديث في الوظيفة، وهل تبقى بها أم تتفرغ للبيت، وقلت ببراءة: لا أتصور كيف يستقيم أمر البيت إذا تمسكت بالوظيفة.
فتساءلت شقيقتها: وعلام كان الجهد والتعب؟
فقلت: إن مرتبي يغنينا عن توظيفها، ويوفر جهدها للبيت.
Page inconnue