La femme n'est pas un jouet de l'homme
المرأة ليست لعبة الرجل
Genres
واعتقادي أن الذين يقولون بحرمان المرأة حق الانتخاب والترشيح للنيابة، هم أبناء ذلك الجيل القديم الذي كان يقول أيضا بحرمان المرأة السفور، وحرمانها حق التعليم في الجامعة، وحرمانها الاختلاط بالمجتمع قبل نصف قرن.
ولا أعرف إذا كان هؤلاء الذين قالوا، وما يزالون يقولون، بحرمان المرأة حق الاشتراك في حكم بلادنا، يأسفون لأن مصر قد أصبح فيها نحو خمسة آلاف امرأة يشتغلن بالطب والمحاماة والتعليم والتمريض والتمثيل والصحافة والفلسفة. وإني لأسألهم هل هم يعتقدون أننا كنا نكون أسعد حالا وأقوى اجتماعا لو أننا كنا قد حرمنا نساءنا هذه الحرف وهذا التعليم؟
ومع ذلك، كلنا يعرف أننا انتزعنا هذه الحقوق للمرأة من المستعمرين الأجانب، وأيضا من الجامدين الوطنيين أعداء قاسم أمين ولطفي السيد وغيرهما، وأن الحجج التي كان هؤلاء المستعمرون الأجانب والجامدون الوطنيون يحتجون بها لمنع المرأة من السفور، ثم لمنعها من التعليم الجامعي واحترافها الحرف، هي نفسها الحجج التي يتذرع بها دعاة الحرمان في الوقت الحاضر حتى لا تشترك في الحياة النيابية.
إننا نحن الذين عرفنا مصر في بداية هذا القرن، وعرفناها بعد 53 سنة، نفرح ونطرب عندما نجد أن بيننا خمسة آلاف امرأة مصرية يرتفعن إلى الآفاق الاجتماعية والثقافية التي ارتفع إليها الرجال قبلهم. ونفرح ونطرب إذا وجدنا الفرصة لأن نرتفع بهذا العدد من خمسة آلاف إلى خمسين ألفا ومائة ألف.
لقد ضربت مثلا برجل بدائي ينظر إلى حالنا النظرة البكر ، ويقضي القضاء الحر الذي لم تلابسه أغراض سابقة. والآن أقول إن أعظم ما يفسد التفكير السليم هو هذه العادات الذهنية والتقاليد الاجتماعية والثقافية، والمكاره والأغراضات المذهبية التي تحيل القيم البشرية إلى قيم اجتماعية. فبدلا من أن نقول: هنا إنسان مصري له حق الإنسانية في النمو الذهني والحرية المدنية وحقوق الإنسان العامة، بدلا من هذا نقول: هذا المصري شرقي له تقاليد يجب أن يخضع لها ويتقيد بها. وكأننا ننسى أننا قبل أن نكون شرقيين أو غربيين، ومصريين أو ألمان، إنما نحن بشر لنا حقوق البشرية العامة.
لذلك يجب أن تكون القيم الأخلاقية والاجتماعية بشرية قبل أن تكون مصرية أو إنجليزية أو هندية أو صينية.
إنسان من البشر له حقوق البشر.
وما دامت المرأة إنسانا فإن لها الحق في أن تحيا حياة الرجال بحقوق الرجال، تنمو وتتعلم وتنضج وتتلقى كوارث الدنيا وتختبرها وتتعلم منها الحكمة كما تنعم بمتعها: متعة الثقافة والإنتاج ومتعة الزواج والأبناء.
والآن أحس سؤالا ينقر في وجداني: هل المرأة جاهلة ولا يمكنها أن تضطلع بتبعات الحكم والنيابة؟
وهذا قول صادق.
Page inconnue