فالرسول أخص من النبي مطلقا، ولو حظ فيه مطلق الرسول بحيث يشمل الملك كان خصوصه من وجه. وكيف كان فنبينا «(صلى الله عليه وآله) أفضل المرسلين مطلقا، وهو يستلزم أفضليته من سائر الأنبياء.
(محمد) بدل من (أفضل)، أو عطف بيان. وهو علم منقول من اسم المفعول، المضعف للمبالغة في الوصف، الذي سمي باعتباره نبينا (صلى الله عليه وآله)، إلهاما من الله تعالى، وتفاؤلا بأنه يكثر حمد الخلق له؛ لكثرة خصاله الحميدة، وقد ورد أنه قيل لجده عبد المطلب- وقد سماه في يوم سابع ولادته؛ لموت أبيه قبلها-: لم سميت ابنك محمدا، وليس من أسماء آبائك ولا قومك؟ قال: رجوت أن يحمد في السماء والأرض (1)، وقد حقق الله رجاءه.
(وعترته) وهم- كما قال الجوهري-: نسله ورهطه الأدنون (2)، والمراد هنا: الأئمة الاثنا عشر وفاطمة (صلوات الله عليهم).
(الطاهرين) من النقائص والرذائل الخلقية والنفسية، على وجه يبلغ حد العصمة، كما دلت عليه آية الطهارة (3).
(وبعد) الحمد والصلاة (فهذه) إشارة إلى العبارة الذهنية التي كتبها أو يريد كتابتها، الدالة على المعاني المخصوصة، نزلها منزلة الشخص المشاهد المحسوس، فأشار إليها ب(هذه).
وليس المراد بالرسالة النقوش المخصوصة الدالة على المعاني الخاصة، حتى تكون الإشارة إلى المدون في الخارج إن كان وضع الديباجة بعد الرسالة، وإلى المرتب الحاضر في الذهن إن كان قبله؛ لأن النقش الخاص يتعدد مع تعدد الرسالة، بل المراد بها العبارات المعينة الدالة على المعاني المخصوصة، سواء نقشت أم لا، وسواء تعدد نقشها أم اتحد.
Page 9