في (لله)، فلا فرد من الحمد لغيره على تقدير الجنس، وإلا لوجد الجنس معه، فلا يكون مختصا به.
وعدل إلى الجملة الاسمية؛ لدلالتها على الثبوت وضعا، والدوام عقلا. وقدم الحمد؛ لاقتضاء المقام له وإن كان تقديم اسم الله مناسبا للاهتمام الذاتي.
(رب) أي مالك العالمين أو سيدهم، وقد يطلق على غير الله، كرب الدار والعبد، لكن مع القيد، ومنه قوله تعالى ارجع إلى ربك (1).
و(العالمين) جمع ل(عالم)، وهو: اسم لما يعلم به الصانع من الجواهر والأعراض.
(والصلاة) وهي الدعاء من الله وغيره، لكنها منه تعالى مجاز في الرحمة.
وهو أولى مما قيل: من أنها منه تعالى بمعنى الرحمة، ومن غيره الدعاء بطلبها. أو أنها منه كذلك، ومن ملائكته الاستغفار، ومن المؤمنين الدعاء (2)؛ لاستلزامهما الاشتراك، والمجاز خير منه، والمعنى الأصلي أولى من النقل.
وعطف الرحمة على الصلاة في قوله تعالى أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة (3) لا يقدح في كونها بمعناها؛ لجواز عطف الشيء على مرادفه، كقوله تعالى:
إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله (4)، و لا ترى فيها عوجا ولا أمتا (5)، وهو كثير .
(على أفضل المرسلين) جمع مرسل، وهو بالنسبة إلى البشر إنسان أوحى إليه بشرع وأمر بتبليغه، فإن لم يؤمر به فنبي.
وقيل: إنه- مع ذلك- من كان له كتاب أو نسخ لبعض شرع من قبله، فإن لم يكن كذلك فنبي (6).
Page 8