وأما الله عز وجل، فليس جوهره والمنفعة عنه على هذا النحو بل هوسبب الخيرات العظيمة لجميع الموجودات بحسب ما يمكن فيها الاشتراك فى الخيرات، من حيث هو قيم بأمر هذا الكل وبطبيعة جميع الموجودات. فأما هو، فحياته فى غاية السعادة، وأما الاعتناء بالأشياء الباقية وسلامتها وبالأشياء التابعة فى هذا المسكن، فليظهر لها من الفضل وعلى القصد الثانى . وذلك أنه ليس انما لا يشوبه شىء من الحسد فقط للأشياء التى تصدر عنه والتابعة له، لاكن من أليق الأمور أن يكون كون جميع الأشياء التابعة لمرتبة الآلهة على القصد الأول انما يصدر بحسب الارادة والاختيار . وأما على أى جهة توجد العناية بحسب رأى أرسطو والى ما ذا بلوغها، فينبغى أن نلتمس بمبلغ طاقتنا اقتصاص ذلك بايجاز من القول.
فقد تقال العناية بحسب رأيه على ضربين (وهذه هى الاعتناء الكائن عن الآلهة بالأشياء التى تكون بالطبع على القصد الأول). وذلك أنه يصح من أمر الفيلسوف أنه يقول بأن وجود العناية الى نحو فلك القمر، الا أنه يقول بأن العناية أيضا تكون بالأشياء التى تحت فلك القمر وبالعالم .فانه هو الزاعم بأن الانسان يولده الانسان والشمس.
Page 59