فكما أن كل واحد من الخيرات الأخر ينتفع بحضوره ووجوده والأشياء التى تجاوره على أن لا شىء من أفعاله انما يصدر عنه من أجل منفعتها (وذلك أن الصحة ليس يصدر عنها فعل من الأفعال تقصد به منفعة الشىء المقتنى للصحة)، كذلك يجب أن يعتقد فى الذى يفوق الأشياء كلها ويفضل عليها فى باب ما هو خير الأشياء التى هو خير لها (وهذا هو الله) أنه لما كان فى طبعه المناسب له هو فاعل الخيرات، صار لذلك نافعا لجميع الأشياء فى كل وجوه. وذلك أن كل واحد من الخيرات الباقية من شأنه أن يكون ينتفع بنفسه عند حضوره وأن ينتفع به واحد واحد من الأمور التى تشترك به، كما قد نجد ذلك موجودا فى واحد واحد من أصناف المنافع.
Page 57