فليس يموت في أرض سواها
ثم أقبل على نفسه باللوم، بعد ما تزحزح عن القتلى من القوم، وآلى أنه إن سلم من هذا المصاب، وتخلص مما هو فيه من أليم العذاب، لا يخالف نصيحة أمه وأبيه، بل يعيش بينهما عيشة الخامل دون النبيه، ويكف عن الأسفار، ولا يبرح عن فناء الدار، وكان في أثناء تضرعاته إلى مولاه، واستغاثته به سبحانه في سره ونجواه، يقول في مناجاته لربه، وهو متألم من جرحه معترف بذنبه:
يا رب هيئ لنا من أمرنا رشدا
واجعل معونتك العظمى لنا مددا
ولا تكلنا إلى تدبير أنفسنا
فالنفس تعجز عن إصلاح ما فسدا
أنت العليم وقد وجهت من أملي
إلى رجائك وجها سائلا ويدا
فلا تردنها يا رب خائبة
فبحر جودك يروي كل من وردا
Page inconnue