Logique et philosophie des sciences
المنطق وفلسفة العلوم
Genres
ورغم ذلك، فليس لنا أن نظن أن المنطق غير مجد في الناحية العملية، وإنما ينبغي أن نقول إن فائدته سلبية على الخصوص. فهو يكشف النقاب عن الاستدلالات الباطلة، بل إنه يحذرنا من عدم كفاية الاستدلالات التي تبدو في ظاهرها غير يقينية فحسب، وهو لا يفيد في الكشف عن الحقيقة بقدر ما يفيد في توقي الخطأ، وبالتالي في تنمية ما يسمى بروح النقد. فهدف «ديكارت» مثلا كان سلبيا على وجه الخصوص؛ إذ كان يرمي إلى أن يقتلع من نفوس معاصريه تعلقهم بالمنطق الشائع في العصر المدرسي.
الفصل الثاني
المنطق
منهج المنطق هو التحليل النقدي القائم على التفكير، وينصب هذا التحليل أولا على اللغة، فيميز فيها بين: (1)
الحدود التي تدل على معان كلية «مجردة» و«عامة» والتي يكون لها مفهوم وماصدق. (2)
القضايا، التي تثبت (أو تنفي) علاقات بين الحدود، والتي تعبر عن أحكام. (3)
الاستدلالات التي تستخلص نتيجة من عدد معين من المقدمات.
مقولات أرسطو و«كانت» هي الصور العامة للفكر في إعداد المعاني الكلية والأحكام. مبادئ «المنطق العام» (أي مبادئ الهوية والتناقض والثالث أو الوسط المرفوع) تسري على كل فكر وكل لغة تزعم لنفسها الاتساق.
غير أن فلسفة العلوم تقدم إلى المنطق منهجا آخر أكثر خصوبة من هذا المنهج بلا شك، وهو التحليل النظري الذي ينصب على العلم عند نشأته، ثم يتطور إلى بحث في المناهج العلمية، ونقد للمعرفة العلمية (أبستمولوجيا) ونظرية للمعرفة.
1
Page inconnue