Logique et philosophie des sciences
المنطق وفلسفة العلوم
Genres
على أن هذا لا يعني بطبيعة الحال أن علم الاجتماع يقف عند هذا الحد، وأن الدراسة الموضوعية الخالصة للأشكال الاجتماعية أو للظواهر الجماعية، دراسة عميقة؛ بل الواجب أن تتآزر أكثر الدراسات تباينا، وأن تتضافر بدلا من أن تتنافر. (ج) علم الاجتماع والتاريخ
وكذلك الحال في الاتجاهات الأخرى للبحث في علم الاجتماع، أعني تلك التي تسير في طريق التعاون مع التاريخ، فعلم الاجتماع الذي يستعين بعلم النفس هو أساسا علم الاجتماع السكوني، الذي يبحث في موقف الفرد من الجماعة أو في تركيب مجتمع ما أو حالة حضارة معينة. وفي مقابل ذلك نجد أن علم الاجتماع
dynamique
الذي يبحث في تطور سمة حضارية معينة، أو نظام أو مجتمع ما، يستعين - بداهة - بالتاريخ قبل كل شيء، وفي هذا الصدد ظهرت، في أوائل هذا القرن، مدرستان متعارضتان؛ المدرسة القائلة بالتطور
évolutionnisme
وهي تبحث في التاريخ عن الوسيلة التي يؤدي بها التطور العام إلى تحديد للمجتمعات أو النظم، ومن ثم تحقق آمال فلسفة التاريخ من الوجهة العلمية، والمدرسة الانتشارية
diffusionnisme
التي تؤكد أن تسلسل الحوادث التاريخية محدود ونسبي، وتقتصر على دراسة انتشار سمة حضارية معينة في إقليم جغرافي معين، وفي فترة زمنية محددة. وهكذا إنحاز علماء التاريخ إلى أحد الرأيين الشائعين في التاريخ اللذين يؤكد أحدهما استمراره واتصاله، ويؤكد الآخر ما فيه طابع «عرضي» تتحكم فيه الصدف والأحداث العرضية. ففي الحالة الأولى يجتذب علم الاجتماع التاريخ إليه، وفي الثانية يجتذب التاريخ علم الاجتماع إليه.
وأيا كان الأمر، فمن الواجب أن نؤكد ضرورة تقارب العلمين كما أومأنا إلى ذلك عند الكلام عن التاريخ. والحق أن العلمين يتجهان إلى الاندماج رغم ضروب الجدل التي نشبت بينهما في مستهل هذا القرن. ويشهد على ذلك الجدل الذي وقف فيه «سنيوبوس
Seignobos
Page inconnue