245

Manifestations of Polytheism

رسالة الشرك ومظاهره

Chercheur

أبي عبد الرحمن محمود

Maison d'édition

دار الراية للنشر والتوزيع

Numéro d'édition

الأولى ١٤٢٢هـ

Année de publication

٢٠٠١م

Genres

ميل الطبع أو الحكمة، فتقول: أحب الرجل وأحب الصلاة، وأن الود يختص بميل الطبع، فتقول: أود الرجل، ولا تقول: أود الصلاة. وفرق أيضًا بين المحبة والإِرادة بأن الإِرادة تتعلق بالشيء لذاته، والمحبة تتعلق به لمعنى فيه، فتقول: أحببت زيدًا، تريد نفعه وإكرامه، ولا تقل: أردته؛ بهذا المعنى [ص:٩٨ - ٩٩].
أوجه المحبة:
وقال الراغب: " المحبة إرادة ما تراه أو تظنه خيرًا، وهي على ثلاثة أوجه: محبة للذة؛ كمحبة الرجل المرأة، ومنه: ﴿وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا﴾ [الإِنسان: ٨]. ومحبة للنفع، كمحبة شيء ينتفع به، ومنه: ﴿وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ﴾ [الصف: ١٣]. ومحبة للفضل؛ كمحبة أهل العلم بعضهم لبعض لأجل العلم، وربما فسرت المحبة بالإِرادة في نحو قوله تعالى: ﴿فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا﴾ [التوبة: ١٠٨]، وليس كذلك، فإن المحبة أبلغ من الإِرادة كما تقدم آنفًا، فكل محبة إرادة، وليس كل إرادة محبة ... ".
معنى المحبة في القرآن:
وقوله تعالى: ﴿فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: ٥٤]؛ فمحبة الله تعالى للعبد إنعامه عليه، ومحبة العبد له طلب الزلفى لديه.
وقوله تعالى: ﴿إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي ...﴾ [ص: ٣٢]، فمعناه: أحببت الخيل حبي للخير.
وقوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ﴾ [البقرة: ٢٢٢]، أي: يثيبهم وينعم عليهم، وقال: ﴿لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾ [البقرة: ٢٧٦].

1 / 262