93

Les prohibitions

المنهيات

Chercheur

محمد عثمان الخشت

Maison d'édition

مكتبة القرآن للطبع والنشر والتوزيع -القاهرة

Lieu d'édition

مصر

قال: (فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِم وَاشتَرَوا بِهِ ثَمَنًا قَلَيلًا) يعني الدنيا (فَبِسَ ما يَشتَرُونَ) . وقال في التوراة: (علّم مجانا كما عُلمت مجانا) . وقال لنبيه ﵇: (قُل ما أسأَلُكُم عَلَيهِ مِن أَجرِ، وَمَا أَنا مِنَ المُتَكَلِفينَ) . ولم يطلق لأحد أن يبلغ عن الله ما ائتمنه عليه من علمه ووحيه يعرض الدنيا. وكذلك العلماء نعدهم خلفاء الرسل، وهم مبلغون عن الله، فليس لأحد منهم أن يأخذ عليه نوالا من حطام الدنيا. فقد كان العلماء يتوقون في حالة البيع والشراء أن يحابوا أو يزادوا لمكانهم من العلم؛ حتى روى لنا عن الحسن البصري ﵀ أنه قيل له: هذا لك بكذا. فقال: إنما جئت أشتري بدرهمي لا بديني. فهذا إذا قبل المحاباة طمعا فيه من أجل دينه، فأما إذا عرف له حقه من غير طمع، فلا بأس به. ولم يزل أهل الدين يعرف لهم، ويؤثرون على غيرهم من الناس. وكان ﵇ يؤثر، ويفضل، ويعرف له على نبوته ومكانه من الله تعالى.

1 / 115