[15] فأما القمر فإن حاله أظهر. وذلك أن الهلال في الليلة الثانية من الشهر وها يليها قد يظهر ضوؤه على وجه الأرض، وخاصة إذا كان مقابلا لموضع مظلم فإن ضوءه يظهر في الموضع المظلم ويوجد مع ذلك ناقصا ضعيفا، ثم يزيد ضوؤه في كل ليلة مع زيادة مقداره إلى أن يمتليء ويوجد ضوؤه عند امتلائه أقوى من جميع أضوائه في ليالي نقصانه. وأيضا فإن القمر يوجد حاله في الطلوع والغروب في أوقات امتلائه كمثل حال الشمس، وكذلك حاله في الكسوف إذا جاوز الكسوف مركزه ولم يستغرق جميعه. وإذا اعتبر ضوء القمر النافذ من الثقوب الدقاق أيضا في أوقات امتلائه وجد منخرطا ، وكلما بعد عن الثقب اتسع. فيتبين من انخراط الضوء أن ضوء القمر يشرق من كل جزء من أجزاء القمر لا من جزء منه مخصوص، وأن امتداد ضوء القمر إنما هو على السموت المستقيمة فقط.
Page 79