بالنار المنشقة ، ومن أنكر الكون والفساد فغالط لأنه منكر للمحسوسات.
** قاعدة
عليه ما قبله وما بعده اخترنا ذكره هاهنا. برهانه : إن الفاعل من حيث إن الفعل صادر عنه واجب عنه ومن حيث إن الفعل مقبول له ممكن والشيء الواحد حقا لا يكون نسبته الى الشيء الواحد نسبتي إمكان ووجوب فهما لمختلفين.
وهذا فاسد ، لأن الإمكان إنما هو للفاعل من حيث إنه قابل والوجوب له من حيث إنه فاعل وهو من حيث هو هو واحد ، فالحاصل إن تكثر الحيثيات لا يقتضي تكثر الأجزاء.
فإن قلت : ينتظم قياس من الشكل الثاني هكذا : الفاعل من حيث إنه فاعل يجب له الأثر والقابل من حيث إنه قابل لا يجب له الأثر ، ينتج : فالفاعل من حيث إنه فاعل مغاير للقابل من حيث انه قابل.
قلت : النتيجة حقة وليست محصلة للمطلوب ، لأن المطلوب هو أن ماهية الفاعل من حيث هي غير ماهية (1) القابل ، فإن كان المطلوب أن الفاعل من حيث إنه فاعل غير القابل من حيث إنه قابل ، سلمنا ولا يتمشى لكم مباحث بنيتموها على هذه القاعدة.
شك ، قيل : الصورة لا تكون علة للهيولى (2)، لأنها حالة فيها والحال محتاج.
جواب : إن الصورة علة للهيولى وعلة للحلول بعد وجود الهيولى من غير
Page 88