368

والقاري ليس بآت بالمثل ، فإن المراد هنا ليس الحكاية ، واي عاقل يجوز المعارضة لشاعر او فصيح بشعره وكلامه ، وابو الهذيل لأجل ذلك جعل الحكاية نفس المحكي ، وأطبق المحققون على إبطاله.

ونمنع حصول الإخبار بالغيب من المنجمين ، فإنهم إنما يحكمون بما يقع غالبا بالعادة أو بالأمور الكلية خصوصا مع ظهور المدعي ، فكان يجب على الله تعالى إبطال مقالته.

والمانع من تواتر كل واحد من المعجزات الاكتفاء بالقرآن الظاهر بين الناس ، وتجويز المعجز لا يدل على السفسطة ، لأنه يقع نادرا ، وتجويز صدور المعجز من غير الله تعالى مدفوع عند الأشاعرة بكون كل ما يصدر في العالم منه تعالى على ما بينوه فيما سلف وعند المعتزلة والا لكان الله تعالى بتمكين ذلك الفاعل منه فاعلا للقبيح تعالى الله عن ذلك.

والجبر غير لازم عند وجوب الفعل بالداعي على ما مضى ، وهذا انما يرد على الأشاعرة.

وتجويز كون الغرض غير التصديق تجويز لصدور القبيح منه تعالى على ما سلف ، وهذا أيضا يرد على الأشاعرة.

ودلالة المعجزة على النبوة لا يتوقف على صدقه تعالى ، بل يتوقف على قوله : هذا رسولي ، وهذا ليس باخبار ، على أنا قد بينا كونه تعالى صادقا وأنه لا يفعل القبيح ، وهذا أيضا يرد على الأشاعرة.

وتجويز إظهار المعجزة لمحمد عليه السلام على يد الشيطان أو كونه من عادات الشياطين فيه قبح عظيم من الله تعالى ، وهذا أيضا يرد على الأشاعرة.

واعلم أنهم يجيبون عن هذه الأسئلة بأنا نجوز ذلك من حيث الماهية وان كان ممتنعا بالنظر الى العادة ، فإنا كما نقطع بعدم انقلاب البحر دما مع جوازه ، كذلك

Page 418