367

ويمنع وجود الاختلاف ، أما اللفظي فالقراءات منزلة بقوله عليه السلام : نزل القرآن على سبعة أحرف.

وأما المعنوي فلأنها متأولة ولها محامل ذكرها المحققون في تفاسيرهم غير خارجة عن اللغة ، على أن المراد بالاختلاف هاهنا يحتمل الاختلاف في الفصاحة وعدمها.

وأيضا لو سلم الاختلاف ، لكن لا يدل على أنه من غير الله ، لأن استثناء عين التالي عقيم.

وآيات التحدي لا شك في وصولها الى جميع من يدعي الفصاحة ويدعي امكان المعارضة فلا اعتداد بغيرهم ، ورجوع العرب الى الحرب دال على العجز ، فإن كل عاقل لا يختار ركوب الأهوال وقتل النفس على إنشاء كلام سهل دال على فضيلة مع أنه متمكن منه ، وكيف يقل اهتمامهم بالمعارضة مع اختيارهم للحرب الأصعب؟

والخوف زائل ، فإنه عليه السلام كان يدعو الناس الى الإيمان ، فمن نازعه في ذلك أتاه بالمعجز وطلب منه المعارضة ، فإن عانده قاتله في ابتداء أمره وانتهائه.

واعتقادهم لغلبة (1) فصاحتهم دال على نقصهم ، فإن كل من نظر في القرآن علم أن فيه من الفصاحة ما لم يشتمل عليه قصيدة من قصائد العرب وحصول الداعي اذا كان موجبا للفعل غير مستلزم للجبر ، وقد مضى تحقيق ذلك.

وحصول المعارضة مع عدم نقلها باطل قطعا ، فإن الدواعي يكون أشد توفرا على نقلها لما فيه من التخفيف في الأمور التكليفية ، بخلاف الإمامة ، فان الدواعي غير متوفرة على نقلها ، لاشتمالها على التكليف وكونها مندوبة ، ووجود المعارض منفي بما قلنا من أنه عليه السلام ما كان يمنع أحدا من المعارضة.

Page 417