كيف أن أمير البحر لأسطول الإسكندر المقدوني أبلغه بإعجاب عن اكتشاف هذا «القصب العسلي» في طريقه إلى الهند، ولكن لم يفكر أحد قبل الأسبانيين في القرن الخامس عشر في استخراج العصير من القصب وفي صناعة السكر المتجمد حيث أقاموا مصنعا له في ماديرا، وحتى في ذلك الوقت كان السكر من الكماليات فلم يكن في متناول عامة الناس، وبقيت النحل ترعى الجماهير وأطفالها الصغار كما رعتهم من قبل ... - ولكن الآية انقلبت الآن يا بثينة، فقد كاد عسل النحل يعد من الكماليات، وبعد أن أثبت علم التغذية فائدته لأطفالنا ولمرضانا، فضلا عن أصحائنا حتى إن الدكتور بك “Dr. Beck”
في أمريكا ألف كتابا عن ذلك سماه «العسل والصحة» “Honey and Health”
جمع فيه آراء العلماء الثقات من شتى الأمم وآراء الهيئات الطبية المحترمة، أصبح لا غنى للنحالين ولهيئاتهم العاملة عن السعي لنشر النحالة الحديثة المنتجة حتى يصير عسل النحل شائع الاستعمال بسعر مقبول يستطيع أن يدفعه كل إنسان، فشتان بين القيمة الغذائية، فضلا عن المذاق والخواص الطبية التي لعسل النحل السهل الهضم الشهي الطعم الزكي الرائحة وبين المحضرات السكرية المغشوشة التي يخدع بها الجمهور وتسمى عسلا في حين أن الأزهار والنحل تتبرأ منها ولا تتبناها إلا آلات المصانع الحديدية، ولا يمكن أن يقر هذا الغش إلا جاهل أو مغرض، ولن تكون عاقبته إلا الإساءة للصحة العامة ... لقد صدق القدماء حينما سموا عسل النحل «شراب الآلهة».
وبينما هم في هذا الحديث الحلو وقفت سيارت بجوار المنحل ونزل منها شاب أنيق، وأقبل على المنحل وفي يديه علبة صغيرة، وهو يهتف: «لقد وصلت الأمانة يا أمين». - أهلا وسهلا، أي أمانة يا فريد؟ - إحدى لعبك يا عزيزي، وقد وصلت بالبريد العاجل من المنحل التعاوني في السويس، فتفضل يا حبيبي، وافرح بها ...
لقد ذهبت إلى منزلك زائرا فلم أجدك، وأصرت والدتك على أن أحضر لك هذه اللعبة فورا، فانظر كيف تستبدان بي؟
كان فريد طالبا في السنة النهائية بكلية الطب بجامعة فؤاد، وقد حضر إلى الإسكندرية لتمضية إجازته الصيفية، وكانت بينه وبين أسرة أمين وشائج قرابة فكان يعرف بثينة ولكن دون اختلاط، بل لعله لم يرها منذ سنوات كما أنه لم يتبينها في قناعها وفي ملبسها الرجالي ... وكانت أسرته موسرة فبدت عليه علائم الثروة والترف، وبعد تبادل التحايا، وبعد الاعتذار إلى بثينة لتقصيره في تحيتها، قال أمين: لقد جئت لي بخير هدية يا فريد، بل بهديتين، فقد أوحشني بعدك عنا في القاهرة، فجاءت زيارتك أول هدية نفيسة من صداقتك الباقية، وجاءت هذه الملكة الكرنيولية النقية الهدية النفيسة الثانية. فما رأيك وأنت في إجازتك السنوية لو أمضيت أياما معنا في المنحل مؤنسا ومؤنسا ومتعلما؟ ألا تزال تخاف النحل؟ ... فقال فريد وقد شجعه وأدهشه مرأى بثينة التي لم تستثن أنوثتها أحدا من جاذبيتها: أخشى أن أكون تلميذا بليدا ويخيب أملك في، بل وأكون باعثا لتعطيل أعمالكما.
فقاطعته بثينة كما قاطعه أمين بعبارات التشجيع والترحيب، واتفقوا على أن يحضروا معا بانتظام إلى المنحل، كما وعدهما فريد بأن يحضر شقيقته صفية إلى المنحل في الأسبوع التالي للمعاونة على فرز العسل للمرة الأولى، أو على جمع «القطفة» الأولى كما سماها أمين، وجاء لفريد بقبعة وقناع فلبسهما ووقف معهما يستمع ويتأمل معجبا. قال أمين: أتدري لماذا فرحت بهذه الملكة الكرنيولية يا فريد؟ - سمعت كثيرا يا سيدي عن مزايا هذا النحل الذي قيل إنه لا يلسع. - لا يا فريد، ليس هذا هو السبب، وعلى الهامش يجب أن تعرف أن جميع نحل العسل المستعمل في مصر يلسع فعلا، ولكن النحل الكرنيولي (نسبة إلى كرنيولة موطنه، وهي إحدى مقاطعات يوغوسلافيا) يمتاز مثل قريبه النحل القوقازي بالوداعة المتناهية نحو صديقه الإنسان، وإن كان أبعد ما يكون عن الوداعة إزاء أعدائه الطبيعيين كالشفافير والزنابير، ولكن فرحتي بهذه الملكة؛ لأنها من أول ما أنتجته محطة التربية التعاونية في السويس، وإني رجل أومن بالتعاون، وأعتقد أن الحركة التعاونية كفيلة بحل جميع متاعبنا الاقتصادية وغيرها، وأنها مدرسة الشعب البرلمانية، وها هي ذي تسعف النحالين المصريين بملكات هذا النحل الممتاز الشحيح في العالم، إن النحل الكرنيولي كما ترى سنجابي اللون كبير الحجم، بل لعله أكبر نحل الخلايا حجما، وملكته كبيرة الحجم كذلك ولونها البني أميل إلى القتامة، وإذا نظرتما إلى داخل هذا الصندوق بعد رفعي الغطاء الورق الذي كان عليه العنوان من فوق الغطاء السلكي فإنكما ستريان الملكة وحولها بعض العاملات الصبية لتعهدها بالتغذية في أثناء سفرها في البريد، ولو أن في نهاية الصندوق مستودعا صغيرا يحتوي قندا مكونا من العسل المعجون بدقيق السكر، وهذه العجينة لا هي بالجافة التي لا تستطيع النحل التناول منها ولا هي بالمائعة التي تغرق النحل فيها، فلو اتفق أن ماتت النحل المرافقة للملكة لأي سبب وبقيت الملكة حية فإن الملكة تستطيع تغذية نفسها من هذا القند مؤقتا حتى ينتهي سفرها ما دام مقصورا على يوم أو يومين. أما عن كيفية إدخال الملكة على النحل فلها مراسيمها وهي تختلف حسب طرائق الإدخال، ولكنها تشترك في اعتبار واحد وهو ضرورة شعور النحل أولا بفقد ملكتها، ثم إبداؤها الألفة نحو الملكة الجديدة قبل أن نسمح لأنفسنا بالإفراج عنها واختلاطها بالنحل، ومن الجائز إزاء النحل الكرنيولي أو النحل القوقازي - وكلاهما بعيد عن العصبية أو الشراسة - أن ندخل الملكة عليه فورا، ولكن لا بد قبل الإفراج عنها من تعود النحل عليها، والوقت الحاضر ملائم جدا لإدخال الملكات، فالحقول ما تزال سخية بالرحيق، وفي ذلك ملهاة لها عن تتبع استبدال ملكة بأخرى، ولكني على أي حال سأريكما كيفية إدخال هذه الملكة بطريقة هينة لا أقول إنها الطريقة المثلى، فطرق إدخال الملكات توحيها الظروف وأحوال الطوائف والنويات، ولكن حسبي أن أقول إنها من أمثل الطرق.
واتجه أمين معهما إلى طائفة كرنيولية قوية ففتح خليتها وأخذ منها ثلاثة أقراص من الحضنة المختومة وقرصين من العسل والطلع وعليها جميعا نحلها المعطى لها ولكن دون الملكة، فقد حرص على تركها في الخلية ووضعها في صندوق يسع ستة أقراص، وهو على شكل خلية صغيرة على حامل، وله غطاءان: غطاء داخلي من الخشب والسلك بمقبض في الوسط وغطاء خارجي مغطى بالصاج، وأحل محل تلك الأقراص إطارات بأساساتها الشمعية بعد أن وزعها ما بين أقراص الحضنة الباقية في غرفة التربية للخلية التي فتحها، مبينا أن هذا إجراء مباح في هذا الوقت؛ لأن الفيض من العسل الذي لم ينته بعد سيسمح للنحل ببناء أقراصها الجديدة على تلك الأساسات كما سيسمح للملكة بالبيض فيها، وأما عن ذلك الصندوق الذي وضع فيه تلك الأقراص الخمسة وعليها نحلها فقد قال عنه إنه يسمى «صندوق نواة» - والنواة عبارة عن طائفة صغيرة - وأنه سيدخل الملكة الجديدة فيه (وكان قد وضعها في مكان ظليل حتى لا تسيء أشعة الشمس إلى الملكة، ولو أن الوقت كان أصيلا والجو لطيفا)، وأنه ترك محل القرص السادس خاليا زيادة في التهوية داخله إلى أن ينقل النواة فيما بعد متى ترعرعت إلى خلية كبيرة حيث يزودها بأقراص شمعية خالية أو بإطارات ذات أساسات؛ ليعطيها الفرصة لاستكمال قوتها حتى تصبح طائفة كاملة، وقال أمين إنه سيقفل هذا الصندوق مؤقتا مسافة نصف ساعة قبل إدخال الملكة الجديدة، وذلك حتى يلاحظا تصرف النحل حينما تكتشف فقدان ملكتها، وكذلك تصرف النحل البالغة بهرعها عائدة إلى خليتها الأصلية، وفي أثناء مرور هذا الوقت شرح لهما أمين أن سبب اختياره لأقراص الحضنة المختومة هو تعويض النواة عما تفقده من النحل السارحة العائدة إلى خليتها الأصلية؛ لأن النحل التي ستخرج من البيوت المقفلة ستحل محل النحل الهاجرة بل ستزيد، وستكون خير رفيقة للملكة الجديدة حينما يحين وقت بيضها فترعى حضنتها وتشجع الملكة على البيض، وسرعان ما يحين وقت سرحها مع أخواتها السابقات، وسرعان ما تصبح النواة جديرة بالحلول في خلية كبيرة وأهلا لأن تعد طائفة، وقال: إن صندوق النواة هذا قابل لأن يكون صندوق سفر لإرسال النواة به في قطار المساء إلى أي عنوان في القطر بحيث يصل النحل في أول النهار أي قبل اشتداد الحر، وما على النحال إلا أن يسمر أطراف الإطارات داخل الصندوق، ويحكم قفل غطائه الداخلي المؤلف من السلك والخشب، ويسد بابه بعد أن تأوي النحل السارحة إليه - إذا كانت النواة قديمة فيه - وينزع الغطاء الخارجي محتفظا به في مخزنه إلى أن يعاد إليه الصندوق فارغا فيعيد استعماله، أو يمكن استعمال صناديق سفر أبسط وأخف وأرخص فتباع مع النحل دون احتياج المربي النحال إلى إعادتها إليه، ويجب أن يلصق أعلى صندوق السفر تحذير من وضعه في الشمس أو بالقرب من النار أو في مكان حار ساكن الهواء أو من تعريضه للمطر أو لأي إصابة أو رجة عنيفة، ويجب أن يبقى قائما هكذا في أثناء السفر بمعنى أنه لا يجوز قلبه أو وضعه على جانبه.
وأخذ أمين يشرح لهما في إسهاب ضروب النحل الرئيسية المستعملة تجاريا لإنتاج العسل. وخلاصة قوله: إن ثمة ثلاثة ضروب من النحل تنعت بالنحل القياسي. ألا وهي النحل الكرنيولي والنحل القوقازي والنحل الإيطالي، وقد نعتت هكذا لأنها ثابتة في صفاتها قابلة للتأقلم، كما أنها كبيرة الطوائف منتجة للعسل، وقد جربت جميعا في المناطق الباردة والمعتدلة والاستوائية، فكانت تتأقلم وتعيش وتنتج خيرا من إنتاج النحل الأصيل في تلك المناطق، وهذه أمريكا كان نحلها الأصلي أسمر أو بني اللون ولم يكن منتجا إنتاجا مذكورا، فجلبت من إيطاليا ملكات إيطالية جيدة حولت بها وبما ربته محليا من ملكات إيطالية في محطات معزولة لطوائف ذلك النحل الهزيل إلى طوائف إيطالية على مر السنين، وأخيرا أدخلت النحل الكرنيولي والنحل القوقاسي؛ لما ثبت لهما من مزايا خاصة لا بالنسبة للوداعة فقط بل في إنتاج العسل الشمعي الفاخر، ولما اتصفت به ملكاتها من الخصوبة، ولطول عمر هذا النحل السنجابي نسبيا، ولتعففه عن السرقة من الطوائف الأخرى، ولعزوفه عن جمع المادة الصمغية المفسدة لقطاعات العسل الشمعي، ولسهولة إدخال الملكات عليه، ولسهولة الاشتغال به عامة، وقد دلت تجربة النحل الكرنيولي في مصر على أنه حري بالتقدير، واستفدنا فائدة إضافية من إنتاج الهجين الأول ما بين الكرنيولي السنجابي والمصري الأصفر، أي من تلقيح الملكات الكرنيولية العذارى بذكور مصرية، أو من تلقيح ملكات مصرية عذارى بذكور كرنيولية؛ إذ جاء هذا النحل الهجين الأول منتجا أحسن إنتاج مستطاع مقبول الطباع (وإن لم يكن في وداعة الكرنيولي الأصيل)، وكان لنا بمثابة نحلة مصرية جديدة نافعة. أما النحل القوقاسي فكثير الشبه به ولكنه أصغر منه حجما، ولذلك كانت مصلحتنا في الاكتفاء بالضرب الأول، بل لا شك أن مصلحتنا القومية تدعو إلى جعل مصر محطة قومية عالمية لتربية النحل الكرنيولي استغلالا لما فيها من جهات معزولة متعددة في الواحات وفي منطقة القنال وفي الفيوم وفي دمياط وفي جهات أخرى، وانتفاعا بظروف مصر الخاصة من اعتدال الجو وسبق الربيع فيها وانعدام أمراض النحل الوبائية وقلة تكاليف الإنتاج وحسن مواصلاتها الجوية مع ممالك شتى مما ييسر لها إنتاج ملكات هذا النحل الممتاز إنتاجا مبكرا، وتوزيعها على شتى الممالك توزيعا سريعا، وبأثمان اقتصادية هي في الوقت ذاته غنم لنا نظرا لقلة تكاليف الإنتاج نسبيا عندنا، وسيكون من الميسور لنا إذا ما أخذنا جديا بسياسة إنشائية إصلاحية أن ننتج الآلاف العديدة من الملكات الكرنيولية العذارى، ونوزعها بأسعار يسيرة على شتى المناحل المصرية؛ لنحقق في النهاية إبدال نحلها العصبي الهزيل بهجين الكرنيولي الأول المتفوق. هذا، والملحوظ أن جميع النحل الأصفر كالمصري والسوري والقبرصي والإيطالي عصبي المزاج وإن يكن على درجات متفاوتة، ولا شك أن النحل الإيطالي أهدأ هذه الضروب وأوفرها إنتاجا وأصلحها للتأقلم، ولذلك عد أحد ضروب النحل القياسية الثلاثة، ولكنه أقل صلاحية لنا في مصر من النحل السنجابي بنوعيه (أي الكرنيولي والقوقازي) إلا إذا كان نقيا؛ لأنه متى تهجن فإن هجينه مع الدم المصري سيكون عصبيا، وقد يحتمل هجينه الأول، وربما جاء في مثل هدوء هجين الكرنيولي الأول، ولكن الهجين الثاني وما بعده لا يمكن أن توصف طباعه بكلمة خير، ولذلك ليست لنا مصلحة في تشجيع التوالد بين الضروب الصفراء، التي كثيرا ما يحدث الغش في بيعها بعكس النحل الكرنيولي النقي فلا مجال للغش في لونه السنجابي الواضح.
ولما بلغ أمين بحديثه هذا المبلغ كان قد مر نصف ساعة على تكوين تلك النواة، فتطلع مع صاحبيه إلى باب صندوقها حيث رأوا النحل قلعة حائرة ما بين طائرة ومتمشية مسرعة تفتش حول بابه داخلة خارجة كأنما منها استوحى شكسبير وصفه لطائفة النحل الغاضبة في روايته (هنري السادس)، وحينئذ ذهب أمين وأحضر دلوا صغيرا من الماء، والعلبة الصغيرة التي وردت فيها الملكة ووصيفاتها وقفصا مستديرا من السلك والمعدن في هيئة قبة، وقال لهما: الآن يمكننا إدخال هذه الملكة على النواة، وطريقتي أن لا أستعمل هذه العلبة التي جاء فيها لحبسها في أثناء فترة الإدخال خصوصا؛ لأن النحل الوصيفات غريبات عن النواة، ففي وجود هذه الوصيفات إثارة إضافية لبغضاء النحل، وإنما طريقتي هي أن أغمس هذه العلبة كما هي في الماء نحو عشرين ثانية هكذا، ثم أصفي ما فيها من الماء وأرفع الغطاء السلكي وعيني على الملكة واضعا القلب على غطاء إحدى الخلايا المجاورة كأنه منضدة ، وفي سرعة أستدرج الملكة للدخول في قفص الإدخال هذا، وحينما تصعد إلى أعلاه أضعه وفتحته إلى أسفل، وفي سرعة أفتح صندوق السفر أو صندوق النواة وأستخرج منه أحد قرصي العسل والطلع، وأزيح النحل عن أحد أركانه العليا، وبعد تجريح غطاء العيون العسلية تجريحا خفيفا بالشوكة، وحينما ألحظ الملكة في أعلا قبة قفص الإدخال السلكي كما هو الحال الآن، أنقل القفص سريعا إلى المكان الذي أعددته؛ لتثبيته عليه من القرص حتى يصل إلى أساسه الشمعي، وهكذا أعيده إلى محله وأقفل الصندوق دون أن تفوتني كتابة المذكرة الواجبة عن النواة وما جرى لها ووضعها تحت الغطاء الخارجي للصندوق، وبهذه العملية سيتاح لنحل النواة الاطمئنان إلى وجود ملكة جديدة، وسيتعرف إليها عن كثب، ثلاثة أيام مثلا، حتى تكتسب رائحة النواة قبل الإفراج عنها في هدوء وأمان، وهي في أثناء حبسها تبقى في مأمن من الجوع، وبديهي أنه ممكن إجراء هذه العملية - بعد نفض النحل داخل الصندوق - في إحدى غرف المنحل بعد قفل بابها. حتى إذا ما طارت الملكة مصادفة (والغرض من غمسها في الماء تعطيلها عن ذلك) لم تقع في يد النحال.
Page inconnue