اليوم التاسع إلى الثامن عشر
تمتنع عن تناول الرحيق والعكبر والعلك (المادة الصمغية) التي تجلبها النحل السارحة لإيداعها في الخلية.
اليوم الثاني عشر إلى الثامن عشر
تشتغل ببناء الشمع.
اليوم الرابع عشر إلى العشرين
تبدأ بحراسة باب الخلية، وبالسرح لجمع الرحيق والعكبر والماء ... إلخ، وتستمر على ذلك حتى وفاتها.
اليوم الخامس والعشرون
تبدأ بجمع العلك.
وبالرغم من بعض الاختلاف في تاريخ البداية بهذه الوظائف، وفي مدة القيام بها، فالمهم أن بين النحل العاملات توزيعا محكما للعمل وتقسيما دقيقا له وتقديسا مستمرا لروح العمل، وها هي ذي نظرة إلى باب أي خلية عارمة - فضلا عن مراقبة «خلية الرصد» - ترينا كيف تقسم النحل العمل فيما بينها: فها هي ذي النحل المروحة عند الباب، وها هي ذي غيرها تبدو على أرضية الخلية وعند الباب أيضا مشغولة بتنظيفها لفكوكها، وها هي ذي بعض النحل تنقل إلى الخارج ما تساقط من قشر الشمع وأي أدران على قاعة الخلية وأي نحل ماتت داخلها، وها هي ذي نحل أخرى مزدحمة عند حافة الغدير حول العشب تجمع الماء لتستعين به في تهيئة غذائها ولتساعد بوضعه في الخلية على عملية التبخر المائي التي يترتب عليها ضبط درجة الحرارة في الخلية، هذا إلى أفواج النحل المشغولة بجمع الرحيق والطلع والعلك وإلى جماعاتها المشغولة ببناء الأقراص أو بتغطية عيونها سواء بالشمع الخالص كما يحدث لعيون العسل أو بالشمع الممزوج بالطلع كما يحدث لأغطية بيوت الحضنة ولبيوت الملكات؛ لأن هذا المزيج يهيئ للبيت ثقوبا دقيقة تساعد على تنفس الحشرة داخلها، وتبدو هذه الأغطية قاتمة بالنسبة لأغطية بيوت العسل، وأغطية بيوت الذكور تتميز بأنها محدبة كالقبة، وهكذا ترى أن اسم «العاملات» هو اسم على مسميات حقا. فلقد يبلغ ببعض العاملات التوق إلى أداء الواجب، بل إلى ما هو أكثر من الواجب، أنه عند افتقاد ملكة الطائفة لحادثة من الحوادث أن تهرع في لهفتها - وقد تنبهت مبايضها الضئيلة الأثرية - إلى البيض رغبة في التعويض عن فقدان الملكة، ولكن هذا البيض الذي تجود به إناث غير كاملات أو خناث لا ينتج سوى ذكور هزيلة، وقد يعاني النحال من هذا الوفاء الغاشم من هذه «العاملات البياضة» التي قد تدل من البداية على لهفتها بتهافتها على وضع عدد من البيض - بدل بيضة واحدة كما هو شأن الملكة - في كل عين تحت تأثير عامل الأمومة الجديدة والغيرة على حياة الطائفة، ولذلك تنعت أحيانا هذه العاملات البياضة «بالأمهات الكاذبة»، ويضطر النحال بأساليب شتى إلى التخلص منها أو إلى إضاعة نفوذها تمهيدا لإعطاء الطائفة ملكة جديدة أو بيت ملكة على وشك الخروج منه نقلا من طائفة أخرى، وربما كان من أيسر الوسائل المهيئة لذلك إعطاء هذه الطائفة التي تظهر فيها العاملات البياضة أقراصا من الحضنة المختومة من طوائف أخرى قوية؛ لأن هذه الحضنة متى خرجت من بيوتنا المختومة خلقت جوا جديدا وعقلية جديدة في الطائفة، وأرجعتها إلى حالتها الطبيعية في نفسيتها فتقبل الملكة الجديدة أو بيت الملكة التي على وشك الخروج. - برافو يا بثينة، ... هل من عجب بعد ذلك إذا تعلقنا بحب نحلتنا العزيزة، وهي التي بلغت نفس منزلتها الحاضرة قبل أن تعرف الكرة الأرضية الإنسان الأول؟ وهل من عجب إذا قدسها أجدادنا المصريون فنقشوها على معابدهم وعلى توابيت ملوكهم؟ - وهل من عجب يا أمين إذا كان فرجيل
Virgil - وكان شاعرا نحالا مثلك - قد تغنى بالنحل في كتبه اللاتينية وأشاد بها، وقد أعطت الإنسان غذاء شهيا ومصدرا كريما لإضاءته، فإلى القرن السادس عشر الميلادي لم يكن الإنسان يعرف سوى عسل النحل معينا على تحلية غذائه، ولم يكن يجد أفضل من شمعها لصناعة شمع الإضاءة وعلى الأخص في كنائسه. لقد اكتشف الإنسان قصب السكر حول القرن الأول الميلادي، وقد ذكر الكاتب العالم استرابو “Strabs”
Page inconnue