17

50

وأكد أن نشاطه توقف عند عام 1896،

51

رغم أننا وجدنا أخبارا مستمرة عنه حتى أكتوبر 1899. فإذا كان هذا التجاهل أصاب تاريخ فرقة مسرحية كاملة، كما أصاب صاحبها أيضا ميخائيل جرجس، فهل بعد هذا التجاهل يلتفت الكتاب والنقاد إلى الممثلة «لطيفة عبد الله» إحدى ممثلات هذه الفرقة المهملة؟!

نص المسرحية

إذا كنا قد انتهينا فيما سبق من توثيق وتحقيق نص مسرحية «الملكة بلقيس»، وأثبتنا أنه طبع في أواخر القرن التاسع عشر، وأن السيدة «لطيفة عبد الله» باعتبارها أول مؤلفة وممثلة مسرحية مصرية مسلمة هي مؤلفة النص، وأنها كانت بطلة جوق السرور الذي مثل المسرحية عام 1893، فيجب علينا أن نتحدث عن نص هذه المسرحية بشيء من التفصيل.

تبدأ أحداث هذه المسرحية بخبر عن هجوم «الديلم» لمملكة بلقيس؛ ومن ثم استعداد بلقيس وجيشها لصد هذا العدوان، وبالفعل تنتصر بلقيس وتأسر عددا كبيرا من جنود الأعداء التي تستعرضهم في مجلسها كنوع من الافتخار وإظهار قوتها أمام الجميع. وفي هذا المشهد يتقدم أحد الأسرى، وهو «بختيار»، كي يستعطف الملكة من أجل فك أسره، وبالفعل تلبي بلقيس طلبه بعد أن وقعت في غرامه من أول نظرة.

وهذا الغرام لم يصب بلقيس وحدها في هذا الموقف، بل أصاب أيضا ابنتها «جوليا» خطيبة «فرناس»، التي تتنكر له وتبتعد عنه بكل وسيلة ممكنة؛ مما جعله يفضح سر حبها لبختيار إلى أمها بلقيس. وأمام هول هذه المفاجأة نجد بلقيس تدبر بعض الحيل الماكرة؛ لتتأكد من تبادل الحب بين ابنتها «جوليا» وبين أسيرها وحبيبها «بختيار»، وعندما تتأكد من ذلك تأمر الجنود بسجنهما تمهيدا لقتلهما معا.

وأثناء سجن الحبيبين تقوم بلقيس بزيارتهما عدة مرات، وتحاول كل مرة إقناعهما بالابتعاد عن بعضهما دون جدوى، فتصر بشدة على قتلهما، ولكن هجوم بعض الأعداء على المملكة يؤجل هذا الإصرار بعض الوقت. وبعد انتصار بلقيس على أعدائها تعيد الكرة مرة أخرى، في محاولة منها لتجنب قتل الابنة والحبيب، ولكن دون جدوى أيضا. وأخيرا تهم بقتلهما معا بضربة من سيفها، فيقع السيف على ابنتها الأخرى «فوديم» فتموت في الحال، وتصاب بلقيس بحالة من الذعر لقتلها ابنتها البريئة، فتمسك بالخنجر وتطعن نفسها به فتموت، وتنتهي المسرحية بزواج بختيار من جوليا.

ومن هذا الملخص لأحداث المسرحية يتضح لنا أن مسرحية «الملكة بلقيس» مسرحية مؤلفة تأليفا صرفا ...! والسبب في التأكيد على هذا الأمر - رغم وجود كلمة «تأليف» على غلاف المسرحية - راجع إلى أن معظم المسرحيات المكتوبة في هذا العصر، كانت إما مترجمة أو مقتبسة أو ممصرة ... وكان كتابها يكتبون على أغلفتها كلمة «تأليف»!

Page inconnue