قال: ربما. ولكن لم يبق سبيل إلى الرجوع حذرا من أن أتهم بالخوف.
وبعد هنيهة خرج الطبيب وهو يقول في نفسه: لقد أشغلت بالي هذه الجمعية، ولا شك أن هناك مكيدة تكيدها ألن.
أما المركيز فقد جاءه في ذلك اليوم رسول مقنع من قبل الجمعية، واتفق وإياه على أن يأتي إليه في اليوم التالي للذهاب به إليها.
وفي اليوم التالي جاءه ذلك الرسول عند انتصاف الليل فخرج وإياه وركبا مركبة، حتى إذا سارت بهما قال له الرجل: إني سأعصب عينيك حسب قواعد جمعيتنا، فهل تقسم لي أنك لا تنزع العصابة؟
قال: أقسم.
فعصب عينيه، وسارت بهما المركبة إلى أن وقفت؛ فخرج الرجل مع المركيز ودخلا من باب، فمشى وإياه بضع خطوات ثم قال له: لك الآن أن ترفع العصابة.
فرفع المركيز العصابة ونظر إلى ما حواليه، فرأى على نور القمر أنه في مقبرة، فقال له: أهنا تجتمعون؟
قال: ألعلك تخاف الأموات؟
قال: لا أخاف الأموات ولا الأحياء.
قال: إذن اتبعني.
Page inconnue