Manuscrits de théâtre de Mustapha Momtaz
مخطوطات مسرحيات مصطفى ممتاز
Genres
تعرض الناقد بعد ذلك إلى التمثيل؛ فأثنى على حسين رياض الذي فهم دوره جيدا؛ فكان رزينا، ومبدعا في تألمه. كذلك كان بشارة واكيم؛ مع إلفات نظره إلى التفريق بين اللهجتين الروسية، والمصرية. كما نصح منسي فهمي بالابتعاد عن الغرور في تمثيله، ووبخ محمد توفي؛ لأنه مثل دوره الجدي بصورة هزلية، وشد على ساعدي أحمد نجيب وإبراهيم الجزار مستبشرا بمستقبل فني باهر لهما. كما أسدى نصيحة لدولت أبيض بعدم قبولها أي دور تشعر بالنفور منه، ووصف تمثيل إحسان أحمد بأنه تراوح بين الطبيعة والتكلف. وأخيرا تعرض الناقد إلى المناظر (الديكور)؛ فوصفها بأنها «كانت جميلة خصوصا منظر الفصل الثاني؛ إذ إنه كان يشعر بوجودنا في جو روسي بحت.»
ورغم عدم حصولنا على نص مسرحية «إيفان»؛ إلا أننا وجدنا ملخصا عنه منشورا في مجلة «رعمسيس» بتاريخ نوفمبر 1924م، جاء فيه: «حدثت وقائع هذه الرواية في روسيا؛ إذ أرسل أحد الأمراء المستعبدين أبناء أحد عبيده إيفان إلى باريس فنبغ، وأصبح فنانا، واتصل بالكونتس دي موليون، ودافع عنها ... وحدث أن أصبح الكونت كاراكوف وريث الأمير الروسي - ولي نعمة إيفان - فاستدرج إيفان إلى روسيا بمساعدة والد إيفان «خور»، وهناك سامه وعشيرته سوء العذاب. وأراد الأمير كاراكوف أن يثأر لنفسه فدعا الكونتس «عشيقة إيفان» لزيارته، وأطلعها على حقيقة إيفان. وحاول خور والد إيفان نسف البرج الذي كان يقيم فيه الكونت وآله وإيفان والكونتس. غير أن روبير صديق إيفان - ضيف الكونت - قتله، وهو يعطي الإشارة بنفسه. وقبل أن يموت خور اعترف بأن إيفان هو وارث الإمارة الشرعي؛ لأنه ليس ابنه بل ابن الأمير السابق، فنادوا بحياة إيفان، وأعلنت الكونتس زواجها منه.»
المسرحية التاسعة - في ترتيب إنتاج مصطفى ممتاز المسرحي، وآخر مسرحية تمثل له على المسارح المصرية - كانت مسرحية «خاتم سليمان» التي اقتبسها بالاشتراك مع حسين توفيق الحكيم عام 1923م، وعرضتها فرقة أولاد عكاشة يوم 16 / 11 / 1924 بمسرح حديقة الأزبكية، من تلحين كامل الخلعي، وتمثيل كل من: زكي عكاشة، وعلية فوزي، وعبد الحميد عكاشة، ومحمد بهجت، وعبد الله عكاشة، وعبد المجيد شكري، ومحمود خطاب. وظلت فرقة عكاشة تعرضها - بصورة غير مستمرة - حتى مايو 1926م.
43
ورغم فقدان نص مخطوطة مسرحية «خاتم سليمان»؛ إلا أن المرحوم سمير عوض نشر ملخصا لأحداثها في كتابه «مسرح حديقة الأزبكية» 1983م، فأبان أن أحداثها تدور في إحدى المدن العربية القديمة؛ حول الفارس الشجاع سليمان؛ الذي يتمتع بخفة روح عالية جعلته يعيش في لهو، ودعابة دائمة مع النساء والفتيات. وفي إحدى المرات يقع في حب الجارية بدور، وأثناء تقبيله لها يضبطه الأمير فيأمر بزواجهما، ويوافق سليمان على مضض؛ لأن الزواج سيحرمه من حياته اللاهية. وفي هذا الوقت يرسل الأمير ولي عهده إلى ميدان القتال بشرط أن يرافقه سليمان، ومؤدب ولي العهد أيضا. وهنا تحدث مواقف كوميدية كثيرة؛ حيث إن المؤدب كان متزوجا سرا من بهانة، وهي امرأة لعوب تعشق الإيقاع بالرجال ومغازلتهم. وعندما يقوم سليمان بمغازلتها أمام زوجها المؤدب؛ نجد المؤدب يكظم غيظه، ولا يستطيع البوح بأنه زوجها. وعلى الجانب الآخر نجد بدور تصر على الذهاب مع سليمان إلى المعركة كي تتزوجه، ولكنه يهرب منها قائلا: إذا استطعت أن تحصلي على الخاتم الموجود في أصبعي سأتزوجك. وأمام هذا التحدي نجد بدور تتنكر في زي فارس، وترافق سليمان باعتبارها الأخ الأكبر لبدور. وأمام الشبه الكبير بين بدور، وهذا الفارس نجد سليمان يحتار في الأمر. ولكن بدور، أو الفارس يستطيع أن يكسب صداقة سليمان، ويوهمه بأنه على استعداد لأن يمهد الطريق بينه وبين بهانة، فيوافق سليمان. وهنا تتفق بدور مع بهانة على لقاء خارج منزلها؛ لأن بهانة معجبة بهذا الفارس - أي بدور - وتتفق في الوقت نفسه مع سليمان بأن بهانة تنتظره في منزلها. وفي الموعد المحدد، وعندما تتأكد بدور من خروج بهانة من منزلها؛ تدخل هي، وتتنكر في زي بهانة فيحضر سليمان، ويقضي وقتا طويلا في ممارسة الغرام معها على أنها بهانة، التي طلبت منه خاتمه الثمين دليلا على حبه لها. وهكذا استطاعت بدور أن تحصل على خاتم سليمان. وبعد مواقف مضحكة كثيرة - قامت على سوء الفهم - تظهر الحقيقة، ويعلم سليمان أنه قضى وقت غرامه مع بدور، وأن ابنها الذي ولد هو ابنه. وتنتهي المسرحية بزواج سليمان من بدور.
وحول نقد هذه المسرحية، كتب الناقد جمال الدين حافظ عوض مقالة في جريدة «كوكب الشرق» بتاريخ 25 / 11 / 1924، أوضح فيها وجهة نظره في: الممثلين، والإضاءة، والديكور. كما عبر عن رأيه في حسن اقتباس المسرحية قائلا: «... وأحب أيضا أن أقول إن اقتباس الأستاذ مصطفى ممتاز كان حسنا، فلم يملأها بالنكات السخيفة والألفاظ البذيئة ... بل إنه حافظ على الوسط الذي مثلت فيه الرواية، بحيث لم يكن هناك شيء يمجه الذوق أو الأدب، وهذه ميزة كبيرة.» والملاحظ على هذا القول أن الناقد لم يذكر توفيق الحكيم شريك مصطفى ممتاز في الاقتباس، ووجه كلامه نحو مصطفى ممتاز فقط؛ وكأنه المقتبس الوحيد للمسرحية، أو على أقل تقدير كان المقتبس الأساسي للمسرحية! وهذا الأمر يؤيد وجهة نظرنا - التي تحدثنا عنها سابقا - بأن مصطفى ممتاز كان الأساس في اقتباس هذه المسرحية، أما الحكيم فكان الفرع.
غلاف مخطوطة مسرحية «خاتم سليمان».
ومن المسرحيات المجهولة لمصطفى ممتاز، مسرحية «جلنار بين ثلاثة رجال» - وهي العاشرة في ترتيب كتاباته المسرحية، والمنشورة في هذا الكتاب أيضا - وقد أهدتنا صورة نصها المخطوط السيدة ابتسام قائلة: «إنها مسرحية مؤلفة، وقد نقلتها بخط يدي عام 1943م من أصل المخطوطة الخاصة بوالدي المرحوم مصطفى بك ممتاز.» وهذه المسرحية لم ننجح في الحصول على أية معلومة عنها من حيث تاريخ تأليفها، أو تمثيلها. ورغم ذلك نزعم أنها ألفت في فترة العشرينات من القرن العشرين، وأنها ألفت من أجل تمثيلها من قبل فرقة عكاشة، حيث إن موضوعها يتشابه إلى حد كبير مع عروض فرقة عكاشة المسرحية في تلك الفترة.
غلاف مخطوطة مسرحية «جلنار بين ثلاثة رجال».
ومسرحية «جلنار بين ثلاثة رجال» تدور أحداثها حول الراقصة النورية «جلنار»، التي تتقابل مع الوزير «بهروز» فيتنبأ لها بمستقبل عظيم، حيث لاحظ منها السعي نحو التطلع إلى مصاف الشرفاء؛ لذلك استغل هذا الوزير جميع من حوله في سبيل الاستيلاء على حكم البلاد. فنجده يفتعل مشاجرة بين حراس الأمير وبين صديقه الفارس المغوار «قطبزار» حول فتى اسمه «بهادر» ظلمه الحراس. وعندما ينتصر الفارس يستصدر الوزير أمرا من الأمير بإعدامه الساعة السابعة؛ لأنه قاوم حراس الأمير. وفي الوقت نفسه قام الوزير بتدبير خطة كي يقع الأمير في حب «جلنار»، ويعد الوزير الأمير بأنه سيجعلها محظيته. ومن ناحية أخرى بدأ الوزير بالتلميح إلى الأميرة بأن زوجها الأمير يخونها. وقبل موعد تنفيذ الإعدام على قطبزار، يحضر إليه الوزير ويقنعه بضرورة زواجه من امرأة تطلب اسمه، حيث إنها بلا اسم أو حسب أو نسب، وهذه خدمة بسيطة لهذه المرأة، طالما أنه سيموت بعد نصف ساعة، فيقبل قطبزار هذا الاتفاق طالما أنه في سبيل الخير. وبالفعل يتم الزواج، دون أن يرى قطبزار المرأة، التي كانت منقبة بنقاب كثيف. وعندما تحين لحظة الإعدام رميا بالرصاص، يقوم الفتى «بهادر» برد الجميل لقطبزار فيبدل الرصاص الحقيقي برصاص آخر يحدث صوتا، وعندما يسمع قطبزار صوت الرصاص يسقط سقطة تمثيلية، باعتباره ميتا. ويبدأ الوزير في استكمال خطته؛ حيث يقنع جلنار بأن زوجها - الذي عقد قرانها - هو أمير البلاد وقد اتخذ لها بيتا في الغابات، وأقنع الأمير أن جلنار أصبحت محظيته وسيقابلها اليوم. وفي الوقت نفسه ذهب إلى الأميرة وأخبرها بأن الأمير زوجها في أحضان محظيته، وبذلك يتخلص من الجميع ليستولي على الحكم. ولكن يظهر قطبزار في الوقت المناسب ويكشف حقيقة الوزير أمام الجميع، ويوقع عليه العقاب قتلا، ويعود الأمير إلى زوجته، ويعود قطبزار إلى جلنار، بعد أن منحه الأمير لقب حاكم العاصمة، وتنتهي المسرحية.
Page inconnue