وحق الله تعالى في الرجلين: لا يسعى بهما إلى مكروه، فكل رجل سعت إلى ما يكره الله تعالى فهي من أرجل إبليس لعنه الله تعالى.
وحق الله في البطن: أن لا يجعله وعاء للحرام، فإنه مسؤول عنه، وقد كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه يقول: ((نعم الغريم الجوف، أي شيء تقذفه إليه قبله منك))، وقال صلوات الله عليه وسلامه في البطن: ((ثلث للطعام، وثلث للشراب، وثلث للنفس))، وقال صلوات الله عليه وسلامه: ((إذا طعمتم فصلوا واصف الطعام، فأخف الطعام، وأطيبه وأمرأه وأثراه الحلال))، وقال صلوات الله عليه: ((ويجب أن يقتصد في أكله وشربه، فإن كثرة الأكل والشرب مقساة للقلب)).
وحق الله في الطعام:أن يسمي إذا ابتدأ، وأن يحمده إذا انتهى، والشبع مليا مكسلة عن العبادة، مضرة للجسد، ولا خير في العبد حينئذ.
وحق الله على عبده في فرجه: حفظه وتحصينه. وبابه المفتوح إليه هو البصر، فلا تمدوا أبصاركم إلى ما لا يحل لكم، ولاتتبعوا نظرة الفجأة نظرة العمد فتهلكوا، وكفى بذلك معصية وخطيئة، وأخيفوا نفوسكم بالوعيد واقرعوها، فمن قرع نفسه وأخافها بالوعيد فقد أبلغ في موعظتها وتحصينها، وتأديبها بأدب الله عز وجل.
ثم حقوق الله تعالى في الصلاة: أن يعلم المصلي أنها وافدة إلى الله عز وجل، فليصل صلاة مودع، يعلم أنه إذا أفسد صلاته لم يجد خلفا منها ولا عوضا، ومن أفسد صلاته فهو لسائر الفرائض أفسد، وإذا قام العبد إلى الصلاة فليقم مقام الخائف، المسكين، المنكسر، المتواضع، خاشعا بالسكون والوقار، واحضار المشاهدة بيقين بالله، فإذا كملت فقد فاز بها، وهي تنهى عن الفحشاء والمنكر، كما قال الله تبارك وتعالى.
Page 79