على سبيل الفرجة. فجعل يسير في الرياض المخضرة ويشاهد الشجر المثمرة وينظر إلى الكروم ألف مرة. فنزل عن فرسه شكرًا لربه وخر ساجدًا واضعًا خده على التراب زمانًا طويلًا. فلما رفع رأسه قال لأصحابه: إن خصب السنين من الملوك والسلاطين وحسن نيتهم وإحسانهم إلى رعيتهم. فالمنة لله الذي قد أظهر حسن نيتنا في سائر الأشياء (للغزالي)
لقمان والعبيد
١٦٣ روي عن لقمان أن مولاه سكر يومًا فخاطر قومًا أن يشرب ماء بحيرة. فلما أفاق عرف ما وقع فيه. فدعا لقمان وقال له: لمثل هذا كنت أختبئك. فقال لمولاه: أخرج أباريقك ثم اجمعهم. فلما اجتمعوا قال: على أي شيء خاطرتموه. قالوا: على أن يشرب ماء هذه البحيرة. قال: فإن لها مواد فاحبسوا عنها موادها. قالوا: وكيف نستطيع ذلك. قال لقمان: وكيف يستطيع هو أن يشربها ولها مواد ١٦٤ وحكى أبو إسحق الثعلبي قال: كان لقمان من أهون مماليك سيده عليه. فبعثه مولاه مع عبيد له إلى بستانه يأتونه بشيء من ثمر. فجاؤوه وما معهم شيء وقد أكلوا الثمر وأحالوا على لقمان. فقال لقمان لمولاه: ذو الوجهين لا يكون عند الله وجيهًا. فاسقني وإياهم ماءً حميمًا ثم أرسلنا لنعدو. ففعل فجعلوا يتقيؤون تلك الفاكهة ولقمان يتقيأ ماءً. فعرف مولاه صدقه وكذبهم (للشريشي)
1 / 60