L'Essence de l'Esprit, son Sens et les Divergences des Gens à ce Sujet

Harith al-Muhasibi d. 243 AH
17

L'Essence de l'Esprit, son Sens et les Divergences des Gens à ce Sujet

مائية العقل ومعناه واختلاف الناس فيه

Chercheur

حسين القوتلي

Maison d'édition

دار الكندي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٣٩٨

Lieu d'édition

دار الفكر - بيروت

فَمن ثمَّ قُلْنَا الْخَوْف من الله وَقُوَّة الْيَقِين وَالْبَصَر بِالدّينِ لِأَنَّهُ قد يكون قوي الْيَقِين وَلَيْسَ يحسن الْبَصَر بِالدّينِ وَيكون بَصيرًا بِالدّينِ لَا خَائفًا وَلَا قوي الْيَقِين وجماع هَذِه الثَّلَاث الْخِصَال قُوَّة الْيَقِين وَحسن الْبَصَر بِالدّينِ وَإِنَّمَا زِدْنَا ذكر الْخَوْف وَإِن كَانَ من الْيَقِين لِأَنَّهُ قد يكون خَائفًا وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ الْيَقِين فِي كَمَال مَا قَالَ الله ﷿ مِمَّا وصف بِهِ نَفسه من قدره وجلاله وعظمته وَمَا وعد وتوعد وحذر وَرَجا وأنعم وابتلى بِهِ ثمَّ هَذِه الثَّلَاث الْخلال حقائق من الْفِعْل بِالْقَلْبِ والجوارح لِأَنَّهُ إِذا تمّ عقل الْمُؤمن عَن ربه أفرده ﷿ بِالتَّوْحِيدِ لَهُ فِي كل الْمعَانِي فَعلم أَنه مَالك لَهُ لَا غَيره وَأَنه عَتيق مِمَّن سواهُ فتواضع لعظمته واستعبد وخضع لجلاله وَلم يذل لمن سواهُ وعقل عَنهُ أَنه الْكَامِل بِأَحْسَن الصِّفَات المتنزه من كل الْآفَات الْمُنعم بِكُل الأيادي وَالْإِحْسَان فَاشْتَدَّ حبه لَهُ لما يستأهل لعَظيم قدره وكريم فعاله وَحسن أياديه وعقل عَنهُ أَنه لَا يملك نَفعه وضره فِي دُنْيَاهُ وآخرته إِلَّا هُوَ

1 / 221