ومقصودهم من ذلك إظهار دين النصرانية في تلك الأماكن الشرقية، فأنكر عليهم شخص واستغاث بالمسلمين وأنكر ذلك، فضربه النصارى بالأسلحة.
قال ابن طولون: "وأراح الله البلاد والعباد من حكام السوء مما حل بالإسلام والمسلمين"١.
إضافة إلى هذه الطوائف والديانات التي تعيش بين المجتمع المملوكي كان المجتمع في ذلك الوقت مليئًا بالبدع والخرافات، فهناك الموالد التي تقام بمناسبة مولد النبي ﷺ وغيره، وما يقع فيها من المفاسد والقبائح ما لا يمكن شرحه حتى أبطلوا قراءة القرآن لأجل التهتيك٢.
وذكر الحافظ ابن حجر: "أنه وجد في صبيحة يوم المولد مئة وخمسون جرة من جرار الخمر فارغات، هذا إلى ما كان في تلك الليلة من الفساد والزنى ... "٣.
وانتشرت الصوفية في ذلك الوقت ووقع من أهلها كثير من الأعمال المنافية للإسلام، فهناك من يأكل٤ الحشيش، ومنهم من لا يتورع عن فعل الجرائم الأخلاقية والشعوذة٥. وكثر الدجالون والمدعون المضللون، فمنهم من زعم أنه النبي ﷺ واجتمع عليه العامة، ومنهم من تكلم من وراء حائط ففتن الناس واعتقدوا أن المتكلم من الجن أو الملائكة، ووصفه ابن العطار قائلًا:
يا ناطقًا من جدار وهو ليس يُرى ... اظهر وإلا فهذا الفعل فتانُ
_________
١ابن طولون: مفاكهة الخلان١/٣٩، وانظر: ابن حجر: إنباء الغمر١/٢٧٣، ٢٧٤.
٢ الصيرفي: نزهة النفوس ١/١٦٩.
٣ ابن حجر: إنباء الغمر ٢/٢٨٤، ٢٨٥.
٤ العلبي: دمشق بين عصر المماليك والعثمانيين ص: ١٧٧.
٥ ابن طولون: مفاكهة الخلان ١/٢٩٧.
1 / 26