Introduction à la psychothérapie existentielle
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
Genres
denial ، وتدخل في تشكيل بنية الشخصية. فإذا كانت دفاعاتنا غير توافقية أدى بنا ذلك إلى أمراض سوء التوافق. فالمرض النفسي ينجم إلى حد كبير عن فشلنا في تخطي حقيقة الموت والعلو عليها، والأعراض النفسية والبنية الشخصية السيئة التوافق تنبع جميعها من رعب الموت وخوف المرء من الفناء والزوال. (6) الحرية
ليس من دأبنا أن ننظر إلى الحرية كمصدر للقلق. فنحن على العكس تماما نعتبرها مفهوما إيجابيا على طول الخط. وتاريخ الحضارة الغربية حافل بالتوق إلى الحرية والكفاح في سبيلها. إلا أن للحرية - داخل الإطار المرجعي الوجودي - معنى تكتيكيا خاصا؛ معنى لصيقا بالرعب!
تعني الحرية في الإطار الوجودي أن الإنسان - بعكس ما توهمه خبرة الحياة اليومية - لا يدخل في البدء ويغادر في النهاية عالما واضح المعالم ذا بنية كلية مترابطة محددة مكتملة. تشير الحرية إلى حقيقة أن الكائن الإنساني مسئول عن إبداع عالمه الخاص وشكل حياته واختياراته وأفعاله. الكائن الإنسان «محكوم عليه بالحرية» على حد قول سارتر. ويرى رولو ماي (1981م) أن الحرية الحقة تلزم الإنسان أن يواجه التحديات التي يضعها قدره ولا يستسلم لها.
كان الفكر الفلسفي لأمد طويل يحمل جرثومة الموقف الوجودي الذي يرى أن الكائن الإنساني يشيد عالمه الخاص. فصميم ثورة كانت
Kant
في الفلسفة هو افتراضه أن وعي الإنسان وطبيعة التركيب الذهني للكائن الإنساني هو الذي يضفي على الواقع شكله الخارجي. حتى المكان عند كانت «ليس شيئا موضوعيا أو واقعيا، بل هو شيء ذاتي ومثالي. إنه كان وما يزال مخططا وإطارا ينبع من طبيعة العقل بقانون ثابت، لكي ينظم كل المعطيات الحسية الخارجية.»
يحمل هذا التصور الوجودي للحرية متضمنات مرعبة. فإذا صح، كما يقول بعض الفلاسفة مثل هيدجر وسارتر، أننا نخلق ذواتنا الخاصة وعالمنا الخاص، فليس ثمة إذن أرض تحتنا بل مجرد هاوية ... فراغ ... عدم.
من مواجهتنا للحرية ينشأ صراع دينامي داخلي هام. صراع بين وعينا بالحرية واللاقاعدة من جهة، وبين حاجتنا العميقة للقاعدة وللبنية النظامية من جهة أخرى.
ويشمل مفهوم الحرية موضوعات كثيرة ذات تضمينات واسعة تمس العلاج النفسي؛ أبرزها فكرة «المسئولية». يتفاوت الأفراد تفاوتا كبيرا في درجة المسئولية التي يرغبون في تحملها إزاء مواقفهم الحياتية، وفي الطرائق التي يصطنعونها للتنصل من المسئولية. فبعض الأفراد يضعون المسئولية على عاتق غيرهم من الناس، وعاتق الظروف والرؤساء والأزواج، وعندما يدخلون في الموقف العلاجي يحملون المعالج النفسي مسئولية شفائهم. وبعض الأفراد يتنصلون من المسئولية بأن يعيشوا دور «الضحية البريئة» التي جنت عليها أحداث خارجية ليس لهم بها يد (ويغفلون على الدوام أنهم هم الذين قاموا بالتمهيد لهذه الأحداث وتمريرها، وأنها جرت على إذن مستور منهم وإيعاز مضمر). وبعض الأفراد ينسلخون من المسئولية كليا بأن يدخلوا في حالة اضطراب عقلي عابر لا يعدون فيها أهلا للمحاسبة على سلوكهم حتى أمام أنفسهم.
وللحرية جانب آخر هو «الإرادة». فأن يعي المرء مسئوليته عن موقفه يعني أنه يدخل دهليز الفعل (ويعني في الموقف العلاجي أنه يدخل دهليز التغيير). فالإرادة هي ذلك الممر الموصل من المسئولية إلى الفعل. ويتألف فعل الإرادة
Page inconnue