Introduction à la psychothérapie existentielle

Cadil Mustafa d. 1450 AH
56

Introduction à la psychothérapie existentielle

مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي

Genres

يستند النموذج الوجودي للشخصية إلى تصور آخر للصراع الداخلي. فالصراع الأساسي وفقا لهذا النموذج ليس صراعا ضد دوافع غريزية مقموعة. لا، ولا هو صراع ضد بالغين ذوي خطر في حياة الفرد المبكرة. إنما هو صراع بين الفرد وبين معطيات الوجود.

ما هي هذه المعطيات؟

إن بوسع الفرد المفكر أن يكتشفها دون كثير عناء. فإذا ما نحينا العالم الخارجي جانبا. وأغضينا عن الاهتمامات اليومية التي نشغل بها حياتنا في العادة، ثم أمعنا في التأمل ليشمل موقفنا في العالم. عندئذ لا مناص لنا من مواجهة هموم معينة يسميها تيليش «الهموم النهائية

ultimate concerns »

2

وهي هموم تشكل جانبا لا مهرب منه من جوانب الوجود الإنساني في العالم.

يحدد يالوم أربعة هموم نهائية ذات صلة كبيرة بالعلاج النفسي؛ وهي: الموت، الحرية، العزلة، اللامعنى.

إن مواجهة المرء لكل من هذه الهموم هي التي تشكل محتوى الصراع الداخلي وفق الإطار المرجعي الوجودي. (5) الموت

الموت هو - بين هذه الهموم النهائية - أكثرها وضوحا وجلاء. فليس بخاف على الجميع أن الموت آت لا مرد له. إنها حقيقة مرعبة. ونحن نستجيب لها في المستويات الأعمق من دواخلنا برعب أكبر. فكل شيء كما يقول سبينوزا «يريد أن يبقى على حاله». إنه لصراع صميمي ذلك الناشب بين وعينا بالموت المحتوم وبين رغبتنا الآنية في البقاء. تلك هي الرؤية الوجودية. فالموت يضطلع بدور كبير في خبرة المرء الداخلية، ويراوده كما لا يراوده أي شيء آخر. الموت يدمدم بلا توقف تحت غشاء الحياة. وهم الموت يغمر الإنسان منذ نعومة أظفاره . فالتعامل مع خطر المحو والإزالة هو من المهام الكبرى التي يتعين على الطفل أن ينهض بها في رحلة نموه.

وليس لنا من سبيل كي نصمد أمام هذا الخطر المصلت إلا أن ننصب دفاعات ضد الوعي بالموت. وهي دفاعات قائمة على التعامي والإنكار

Page inconnue