Le raisonnable et l'irraisonnable dans notre héritage intellectuel

Zaki Najib Mahmud d. 1414 AH
131

Le raisonnable et l'irraisonnable dans notre héritage intellectuel

المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري

Genres

ونور سانح مع قبضة مثالية تتراءى كأنها قبضت شعر رأسه، وتجره شديدا وتؤلمه ألما شديدا.

ونور مع قبضة تتراءى كأنها متمكنة من الدماغ.

ونور يشرق من النفس على جميع الروح النفساني، فيظهر كأنه تدرع بالبدن شيء، ويكاد يقبل روح جميع البدن صورة نورية، وهو لذيذ جدا.

ونور مبدؤه في صولة، وعند مبدئه يتخيل الإنسان كأن شيئا ينهدم.

ونور سانح يسلب النفس.

ونور يتخيل معه ثقل لا يكاد يطاق.

ونور معه قوة تحرك البدن حتى يكاد يقطع مفاصله.

وهذه كلها إشراقات على النور المدبر، فتنعكس إلى الهيكل وإلى الروح النفساني، وهذه غايات المتوسطين، وقد تحملهم هذه الأنوار فيمشون على الماء والهواء» («حكمة الإشراق» للسهروردي، ص252 وما بعدها).

فماذا تسمي كلاما كهذا إلا أنه أجراس لفظ قد توحي بحالات كتهاويم النائمين الحالمين؟ •••

ولننظر في لمحة مما يقوله ابن عربي في «خاتم الأولياء»، ذاكرين كيف نشأت عند بعضهم الفكرة بأن ثمة تسلسلا من أولياء، ينتهي بولي يكون خاتما لهم، ولا يكون بعده ولي، على غرار ما يقال عن «خاتم الأنبياء» إنه لا نبي بعده، يقول ابن عربي: «فهو (أي «الحق» سبحانه) مرآتك في رؤيتك نفسك، وأنت مرآته في رؤيته أسماءه وظهور أحكامها، وليست سوى عينه.» أي إن الصوفي الذي يرقى بجهاده إلى أن يتحد بالله، إنما يرى نفسه إذ يراه، كما أن الله تعالى - سبحانه - يرى أسماءه التي هي حقيقته، متمثلة في ذلك الصوفي، فكل من الذاتين ترى صورتها في الذات الأخرى. ويمضي ابن عربي في الحديث فيقول: «... منا من جهل في علمه فقال: والعجز عن درك الإدراك إدراك، ومنا من علم فلم يقل مثل هذا - وهذا أعلى القول - بل أعطاه العلم السكوت، ما أعطاه العجز، وهذا هو أعلى عالم بالله، وليس هذا العلم إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء، وما يراه أحد من الأنبياء والرسل إلا من مشكاة الرسول الخاتم، ولا يراه أحد من الأولياء إلا من مشكاة الولي الخاتم، حتى إن الرسل لا يرونه - متى رأوه - إلا من مشكاة خاتم الأولياء، فإن الرسالة والنبوة - أعني نبوة التشريع ورسالته - تتقطعان والولاية لا تنقطع أبدا.» ويستوقفنا في هذه الأسطر بعض المعالم التي نحتاج منها إلى تعليق، ففيها موازنة لطبقة لطيفة بين رجلين؛ أحدهما قد جهل ما أراد العلم به والآخر قد علم، ولكن أولهما على جهله قد يرى في موقفه شيئا من إدراك؛ لأن علمه بأنه قد عجز عن درك ما أراد إدراكه هو في حد ذاته ضرب من الإدراك، وأما ثانيهما فهو وإن يكن قد بلغ مرتبة العلم بما أراد العلم به، فهو يسكت عن كل قول، لكن سكوت الذي علم لا سكوت الذي عجز، وهنا نلاحظ أن مثل هذا العالم الصامت هو - عند ابن عربي - «أعلى عالم بالله». وإن رأيا كهذا ليدل وحده على أن المتصوف فرد قد ينفع نفسه بما يكون قد ارتقى إليه، لكنه لا ينفع الناس ، هو فرد وليس هو بعضو في جماعة. إن مثل هذا العالم الصامت لا يضع حجرا واحدا في بناء الحضارة أو في بناء العلم، حتى إذا أخذنا بتعريف العلم الذي ورد عرضا في الأسطر السابقة، وهو أن العلم علم بالله؛ لأنه سيظل علما منحصرا في شخص من علمه، لا سبيل إلى انتقاله منه إلى سواه. ولئن كان «المعقول» هو دائما وفي كل الحالات «قولا» ينضبط ببعض الضوابط التي تجعله معقولا، فلا بد أن يكون الصمت في حالة العلم - مهما يكن نوع العلم - هو قمة «اللامعقول». إننا نكتب هذه الصفحات بهدف رئيسي، هو أن نرى ماذا يمكن أخذه من تراثنا، وبديهي أننا لا نأخذ شيئا عن رجل «صامت» لم ينطق بكلمة حتى وإن علم. وتجيء بعد ذلك ملاحظة ثالثة على الفقرة التي أوردناها، وهي أن العلم بالله الذي هو موجب للصمت عن الإفصاح به، «ليس إلا لخاتم الرسل وخاتم الأولياء.» وإنه ليتعذر علينا تصور «الرسول» صامتا عن علم؛ إذ فيم تكون «الرسالة» إذن؟ وكذلك الأمر بالنسبة «للولي». ومع ذلك فابن عربي يقول - ما يقوله كثيرون جدا من المتصوفة - بأن سائر الأنبياء والرسل إنما علموا ما علموه عن طريق خاتم الأنبياء، وكذلك الأمر بالنسبة لجميع الأولياء فهم إنما استمدوا مواهبهم عن طريق خاتم الأولياء! أما كيف أخذ السابق في الظهور عن اللاحق، فتفسيره مستند إلى حديث ينسب إلى النبي عليه السلام، وهو: «كنت نبيا وآدم بين الماء والطين.» أي إنه خلق نبيا قبل ظهوره في لحظة معينة من التاريخ، على حين أن غيره من الأنبياء ما كان نبيا إلا حين بعث، وكذلك الأمر بالنسبة للأولياء وخاتمهم؛ فخاتم الأولياء - هكذا يقول ابن عربي في النص الذي ننقل عنه - كان وليا وآدم بين الماء والطين، وغيره من الأولياء ما كان وليا إلا بعد تحصيله شرائط الولاية (راجع «الفص الشيثي» من كتاب «فصوص الحكم» لابن عربي). •••

Page inconnue