Les batailles des Arabes en Andalousie
معارك العرب في الأندلس
Genres
وقشتالة (Castille) ، لم يغرب عنه ضعف ملوك الطوائف وتناحرهم، وأن الفرصة سانحة لامتلاك بلدانهم وبسط سلطانه عليهم.
فأخذ يهاجم الثغور الإسلامية، ينتزع المدن والحصون من أمرائها، ويفرض عليهم الجزية، فاستولى على قسم كبير من الأراضي البرتغالية - أملاك ابن الأفطس صاحب بطليوس (Badajoz) - وأغار على الدولة الهودية، في سرقسطة (Saragosse)
فأخضعها وألزم أميرها أن يؤدي له الجزية ويعينه على أمراء المسلمين، وأخضع أيضا المأمون أمير طليطلة وألزمه كما ألزم ابن هود، ثم غزا المعتضد بن عباد صاحب إشبيلية، فدحره وضرب عليه الجزية، فأصبح أعاظم الأمراء الأندلسيين يقدمون الطاعة لملك الجلالقة.
ولما صارت طليطلة في حماية فردينان، نشط أميرها المأمون يحيى بن ذي النون إلى محاربة ابن جهور صاحب قرطبة مستعينا بالقشتاليين، وبأحلافه بني عامر على حكام بلنسية (Valence) ، وابن رزين صاحب السهلة، فأحس ابن جهور بالخطر المحدق بإمارته، وأنه عاجز عن مقاومة هؤلاء المجتمعين عليه، فاستصرخ المعتضد بن عباد صاحب إشبيلية، وابن الأفطس أمير بطليوس، داعيا إياهما إلى التحالف على طليطلة - وكانت تهددهم جميعا - مؤكدا لهما اعترافه باستقلال دولتيهما، فبادرا إلى محالفته، وإمداده بالعساكر، ولكن المأمون ومن معه من الحلفاء استطاعوا أن يهزموا جيش ابن جهور وأنصاره، وأن يزحفوا إلى قرطبة فيضربوا عليها الحصار الشديد، فأصبحت لا نجاة لها من السقوط إلا إذا جاءها مدد من الخارج.
فعاد أميرها يستغيث بحليفه صاحب إشبيلية، وكان المعتضد يطمع في الاستيلاء على قرطبة ليبسط بها حدود مملكته، فرأى الفرصة سانحة لتحقيق رغائبه، فأمدها بجيش عظيم يصحبه وزيره محمد بن عمار، فسار الجيش إليها، وكشف الحصار عنها، فخرج القرطبيون يتعقبون أعداءهم، وفيما هم يدافعونهم ويثخنون فيهم أخذ ابن عمار يحتل العاصمة، ويمتلك حصونها، وكان أميرها محمد بن جهور مريضا، فآلمه الخطب لا يستطيع له ردا، فمات من قهره بعد أيام.
وعاد جيش قرطبة تخفق على رأسه ألوية النصر، وقد هزم جيوش طليطلة وأحلافها شر هزيمة، ولم تكن خيانة إشبيلية لتخطر له في بال، فلما رأى عاصمته بأيدي حلفائه، وأبوابها موصدة في وجهه، وقف مدهوشا حائرا أمام فاجعة لا يتوقعها، فدعاه الإشبيليون إلى الاستسلام، وكان على مقدمته عبد الملك ابن الأمير محمد، فراعه أن تنهار دولة أبيه، فاندفع كالمجنون يقاتل مستميتا، حتى سقط عن فرسه مغمى عليه من ألم الجراح، فارتد الحارث بن الحكم قائد الجيش القرطبي بفرسانه إلى مدينة الزهراء، فلبث معتصما بها مدة، ثم جاءه نبأ موت الأمير محمد وابنه عبد الملك، فترك الزهراء، وسار إلى طليطلة فحالف عدوه ابن ذي النون؛ لينتقم من ابن عباد حليفهم بالأمس!
وكانت طليطلة تؤدي الجزية - كما ذكرنا - لفردينان الأول ملك قشتالة، فلما مات قطعها المأمون عن أولاده مستفيدا من اختلافهم؛ فقد ثار واحدهم على الآخر، ينازع نصيبه من ملك أبيه، فوقعت بين الإخوة الثلاثة حروب أهلية متتابعة، تم فيها النصر أخيرا لبكرهم شانجه (Sancho) ، فضم إليه جميع ممتلكات والده سنة 1070م، وهرب أخوه غرسيه (Garcia)
إلى إشبيلية مستجيرا بالمعتمد بن عباد، وكان قد ولي الأمر بعد أبيه المعتضد.
ولجأ أخوه الثاني ألفنس إلى طليطلة مستجيرا بالمأمون، فأحسن وفادته وأنزله عنده عزيزا مكرما، إلا أن شانجه لم يعش طويلا بعد استئثاره بالدولة؛ فقد قتل غيلة في كمين نصب له سنة 1072م، ويقول المستشرق الألماني جوزف أشباخ: «إن هذا الكمين حدث بمسعى أخته أوراكا أو أخيه ألفنس، أو كليهما معا.»
ولما انتهى الخبر إلى ألفنس، غادر طليطلة وجاء لاون فاعتلى عرشها - نصيبه من أبيه - ثم جمع إليه عرش قشتالة - نصيب أخيه شانجه - وترك جليقية لأخيه غرسيه يتمتع بها بضعة أشهر ، ثم انتزعها منه، بعد أن اعتقله خدعة سنة 1073م، وزجه مغلولا في بعض الحصون، فلبث طوال حياته سجينا حتى مات.
Page inconnue