Avec les Arabes : dans l'histoire et la mythologie
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Genres
فصاح جساس لما سمعها: رويدك يا خالة، تعلمي أننا لسنا عن الجار بأموات.
وأقام بعد ذلك يتربص بكليب ويترقب خروجه إلى الحمى، حتى بلغه يوما أن كليبا ركب إلى حماه، فجد في أثره، فأدركه وقد دخل الحمى، فدق سنانه في صلبه، وسقط كليب يفحص الأرض برجله ونادى: أغثني يا جساس بشربة ماء!
فأجابه: مت بظمئك! ما عقلت استسقاءك الماء قبل الساعة.
وثار الشر في بني وائل، ومشى التغلبيون يقودهم المهلهل أخو كليب إلى بني مرة، ثم إلى بكر جميعا، وتساقى الفريقان الموت بالسيوف والرماح طوال نحو من أربعين سنة.
فكانت العرب إذا أرادت أن تبالغ في نعت شيء بالشؤم: أشأم من البسوس وأشأم من جساس!
وقصت العرب أخبار هذه الحرب في قصة شعبية مشهورة، ظهر فيها جساس مظهر النذل والمثير للفتنة، وظهر فيها كليب مظهر الضحية للغدر، والبطل الذي قتل بناقة.
ولكن راوية في القرن العشرين رد إلى هذه القصة معناها، فقال: وهل أوجد جساسا غير كليب؟ لولا غلو الظالمين لم يكن غلو الثائرين!
«اللص الشريف» منذ أربعة عشر قرنا
الحكاية قديمة جدا وطويلة، فلا نستطيع هنا أن نرويها على تفاصيلها كلها خشية أن تشغلنا عن الحكاية الأخرى التي قصدنا روايتها.
ولكننا نستطيع أن نتصور إنسانا ظهر مرة في التاريخ، واستقوى وأشار إلى أشياء، قال : هذه لي، مددت إليها يدي فحزتها، فمن مد إليها يده كسرتها! فأصبح ذلك سابقة درج عليها الناس من بعد، وبات فريق يشير إلى أشياء فيقول: هذه لي! وفريق أكبر لا يستطيع أن يشير إلى مثل تلك الأشياء فيقول: هذه لي!
Page inconnue