Avec les Arabes : dans l'histoire et la mythologie
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
Genres
فتلقاه الطائي بأحسن ترحاب وإن لم يعرفه أو يسأله عن اسمه، وتلك عادة العرب في الضيافة.
وقال الطائي لامرأته: قدمي هذه الشاة لأحتلبها ثم أذبحها، ولم تكن له شاة غيرها، فأطاعته، ثم انصرفت إلى دقيق عندها تصنع منه خبزا.
ووجد النعمان طعام الطائي طيبا فأكل منه حتى امتلأ، ولبث ينتظر أن يدركه أصحابه، ولكنهم لم يهتدوا إلى موضعه، وأقبل المساء فبات النعمان ليلته تلك في خيمة الطائي، ونام نوما مريحا، حتى إذا طلع الصباح قال له: يا أخا طي، ما أحسبك عرفتني ، أنا النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وإني شاكر لك حسن ضيافتك، فائتني في الخورنق أو السدير،
1
وسيكون لك عندي ما يرضيك.
فأجاب الطائي: سأفعل أيها الملك، إن شاء الله.
ونسي النعمان أن يحذره من أن يأتيه في يوم بؤسه، وكان أصحابه قد وصلوا إليه فركب وانصرف.
ومكث حنظلة زمانا حتى أصابته نكبة وساءت حاله وجاعت عياله، فقالت له امرأته: لو أتيت النعمان في الحيرة وذكرته بنفسك لعرفك وأنعم عليك، أوليس قد دعاك إلى زيارته ليجزيك على حسن ضيافتك له؟
فاستصوب حنظلة رأي امرأته وقام من ساعته يطلب الحيرة، فبلغها بعد مشقة.
واستأذن على الملك والناس يعجبون من هذا الأعرابي الغريب يسعى بنفسه إلى هلك محقق، فاليوم كان يوم بؤس النعمان!
Page inconnue