أما تنظيم الحياة العالمية بعد الصلح فأمر من حق كل مواطن أن يفكر فيه من حيث هو مواطن، ويخيل إلينا أن حق الكاتب فيه كحق غيره من أبناء الوطن.
وقد وصلت الإنسانية من الحضارة إلى منزلة أصبح الإقدام فيها على العنف جحودا لسلطان العقل وانتهاكا لحرمته، وما دام الرجوع إلى التحكيم ممكنا في كل ما ينشأ من المشكلات الدولية فالالتجاء إلى الحرب رجوع إلى الهمجية القديمة.
ونحن نعتقد أن تحقيق الإيمان العام بحرمة القوانين رهن بأن تتعاون جماعات المفكرين على إحياء الضمائر وتقوية الشعور بقيمة العقل.
ويقول الدكتور كامل حسين، بعد أن انتهى عوض من القراءة: «عظيم جدا».
ويقول الدكتور السنهوري: «إنها أربع نقط جمعت حقيقة فأوعت، وأنا أرى أن تعلن كما هي باعتبارها رأي نادي القلم المصري بعد عرضها على الزملاء في اجتماع عاجل.»
ويستمر الحديث بعد ذلك حول الحرب وتطوراتها ومركز مصر فيها، ومركز مصر بعدها، وعلاقة الجامعة وأساتذتها بكل ذلك، إلى أن ينصرف الزوار ويبقى طه حسين وأسرته فقط. •••
ويجلس طه حسين مع أسرته بجوار النار بعد انصراف الضيوف.
وهو يقول لزوجته: «تذكرين يا سوزان وظيفة مكتب الترجمة والنشر العلمي في وزارة المعارف التي ظل الوزير ورئيس الوزارة يعرضانها ويحجبانها شهورا طويلة منذ نحو سبعة عشر عاما؟»
وترد سوزان: «نعم، الوظيفة التي ضيعتها، كعادتك، بمقال!»
ويقول طه حسين: «نعم، غضب الملك فغضب الوزير فصرف النظر عن تعييني، ثم ألغى المنصب ثم ألغى المكتب.»
Page inconnue