Le cœur des bonnes manières
لباب الآداب
Chercheur
أحمد حسن لبج
Maison d'édition
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
Numéro d'édition
الأولى، 1417 هـ - 1997 م
Vos recherches récentes apparaîtront ici
Le cœur des bonnes manières
al-Ta'alibi d. 429 AHلباب الآداب
Chercheur
أحمد حسن لبج
Maison d'édition
دار الكتب العلمية - بيروت / لبنان
Numéro d'édition
الأولى، 1417 هـ - 1997 م
أنحى عليه إنحاء النوائب، وعنف به عنف الحوادث، غمز قناته، وصدع صفاته، أحل النقمة بساحته، وأجرى الجيش باستباحته، كان عزيزا فأذله، ومصونا فأذاله، وفي عداد من يرمق ويغبط فأحال عن ذلك حاله، وثب عليه وثبة السرحان في ثلة الضأن، وثب عليه وثبة أسدية، وأنحى عليه إنحاءة أمدية.
رفعت الفتنة أحيادها، وجمعت للشر أجنادها، وأعلت قواعدها، وأطالت سواعدها، نيران الفتنة تشتعل اشتعالا ورايات الهرج تخفق يمينا وشمالا، أضحت تلك البلاد وهي نار تتلظى، وناس يأكل بعضهم بعضا، في كل دار صرخة، وفي كل درب نعرة، وفي كل زاوية ظالم لا ينصف، ومظلوم لا ينصف، فالنهار ليل بالدخان، والليل نهار بالنيران، ولم يبق من رسوم الإسلام، غير شهادة الإيمان وإقامة الأذان، فالمهلكة شاغرة، وأفواه الفتن فاغرة، كشفت الفتنة قناعها، وخلعت عذارها، فتحولت الرؤوس أذنابا، والغنم ذيابا، نواح معالم الدين فيها مضاعة، ودواعي الشيطان بها مطاعة.
الأهبة لاستئصاله مأخوذة، والسيوف لقتاله مشحوذة، سيبلغ في عقابه، ما يتأدب به كل جامع في جنابه، وناظر إلى إمكانه، وطامح إلى ما ليس من شأنه، سيراق على الظلال دمه، وتتطاير على الجذع رممه، أتدرون ويحكم في أي حتف تورطتم، وأي شر تأبطتم، أما علمتم أن العزيمة من مولانا تترك أمثالكم مثلا وتجعلكم لأهل الشقاق والعناد مثلا سيعلم المخذول كيف يرمى بحجره، ويخنق بوتره، وتشبع الوحوش منه ومن نفره.
Page 31